معلومات عن الأولغارشية
تعددت مُسميات الأنظمة المعنية بالحكم خلال العصور القديمة، ونظرًا لتناول الفلاسفة شرح نظام الأولغارشية، فقد وجب جمع معلومات عن الأولغارشية في مصدر يثق به القارئ وهو موقعنا عالم المعرفة، وتعتبر الأولغارشية نظام يتم به حكم البلاد من خلال أقلية ذوي سلطان وجاه، وقد تمت الإشارة إلى هذا المصطلح في بادئ الأمر من خلال العالم “أفلاطون” حيث تم ذكره في مدونته “الجمهورية” ويعني بها “حكم الأقليَّة”.
جدول المحتويات
معلومات عن الأولغارشية
نظرًا لوجود الثورات الدولية في الوطن العربي بشكل ملحوظ، كان لا بد من إيضاح بعض من مظاهر العنف والطبقية المسيّرة للبلاد، في محاولة لكشف عقول البشرية الفاسدة منذ القدم.
مصطلح الأولغارشية أو الأوليغاركية
يجب أن يكون أول ما نتناوله من معلومات عن الأولغارشية هو أصل المصطلح، فهو مصطلح من الثقافة اليونانية الإغريقية مكون من مقطعين:
- المقطع الأول “Oligos” بمعنى الأقليَّة.
- المقطع الثاني “arkhe” بمعنى حكم.
إذن oligarchy تعني “حكم الأقليَّة”.
شاهد أيضًا: أشهر أقوال أفلاطون
أفلاطون مفسِّر الأولغارشية
يرى أفلاطون أن نظام الأولغارشية يعتمد على احتكار فئة معينة من الأغنياء وذوي النفوذ والسلطات للأمر والنهي، حيث أنه اعتمد تقسيم الطبقات السيادية إلى ثلاثة أنظمة في مدونته “الجمهورية” كالتالي:
- المثالية.
- الديموقراطية.
- الأولغاركية.
وعند محاولة أفلاطون لشرح “الأولغارشية” للمرة الثانية في مدونته “السياسة”، قام بتعديل طبقات المجتمع طبقًا لهذا النظام إلى ستة شرائح، كالتالي:
- ثلاثة شرائح تلتزم بالقواعد والقوانين.
- وثلاثة أخرى تسعى ضد احترام القواعد والقوانين الدولية.
أرسطو وإكمال المسيرة
قدم أرسطو بعض التفاصيل التي يعتمد عليها هذا النظام، وأوضح وجود علاقة طردية بين الثراء والقوة، وذلك أنه:
- كلما زادت الثروة، زادت كلمة صاحبها وقوته.
- كلما زاد الأثرياء، زاد اتساع طبقة المُلَّاك وأصحاب السلطة.
يرى أرسطو أن من شروط الانضمام لهذه الفئة وجود مقدار معين من الأموال، وأن الأقليَّة غير مقتصرة على الأثرياء، فيمكن أن تضم أصحاب المميزات الأخرى، كأصحاب العلاقات الخارجية، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام ذات التأثير الجماهيري وفقًا للمنظمة وغيرها.
الصفوة وميادين المتفوقين
الصفوة تعني التفوق في ميادين معينة، تستطيع من خلالها التحكم في القوة المسيطرة، حيث أنها ذات هيبة وكلمة مسموعة.
ويرى ميشلز وهو أبرز من حاول تقديم معلومات عن الأولغارشية أن قوة الصفوة نتاج عن احتكار تجاري، أو فكري، أو نتيجة
لفرض قيم معينة في المجتمع، تستطيع من خلاله إجبار الأغلبية على طاعتها.
مخططات الصفوة تجاه السيطرة
طرح موسكا بعض النظريات التي خلَّفها ميشيلز، والتي أكد فيها على أنه لا يتم الحفاظ على “القانون الحديدي كما أطلق
عليه” بالقوة التنظيمية، وأنه حالة استكانة الأكثرية، يتم استبدال القمم وتظل الصفوة سائدة على البلاد.
ويرى ميشيلز أن كل قطاع يُمثل قوة أولغارشية في ذاته، حيث أن اتخاذ القرارات مقتصر على أفراد محددين، يستخدمون كل
الطرق لمحاولة إحكام القبضة التشريعية في المجال، فتكون المُحصلة قمم أولغارشية تتحكم في كل المنافذ، بينما الأكثرية
مفعول به فقط.
شاهد أيضًا: معلومات عن جمهورية الصين الشعبية
أمثلة عن الأولغارشية في العصر الحديث
هناك معلومات عن الأولغارشية توضح معنى ذلك النظام في عصرنا الحالي وما يمثلها من قوى مثل:
- القوة السوفيتية
وتتمثل في استبعاد غير المتوافقين والشيوعيين من الأحزاب والقوة المعارضة في احتلال المناصب الرفيعة، أو القيام بتصويت
انتخابي.
- السُلطة الأمريكية
يرى بعض المفكرين الاقتصاديين مثل “بيرني ساندرز” أن طبقة الأثرياء تحاول جاهدة في إسكات الكلمة الديموقراطية
لمتوسطي المعيشة.
- القيادات والسادات
تسود أمريكا غمامة أولغارشية بحتة، حيث اقتصر تعيين القادات والسياسيين في الدولة على خريجين جامعة هارفارد فقط،
مع إقصاء أوائل خريجي الجامعات الأخرى.
- الشعب اللبناني
يتمثل ذلك في استحواذ واحد في المئة فقط من إجمالي تعداد الشعب على خمسون في المئة من مصادر دخل الوطن وثرواته.
بينما في مصر القديمة، اختلفت العقوبات الجنائية والاقتصادية بحسب حالة المجني عليه في مصر الفرعونية، حيث لم يكن
يتم النظر إلى السارق بعين الشفقة أبدًا، وكلما كان المسروق مهم كلما أظلمت العقوبة حياة السارق.
- إذا كان المسروق من جهة ذات شأن، فيتوجب تسليم ما سُرق مع إمكانية دفع غرامة مالية، قد تصل 4 أضعاف ثمن
الشيء المسروق. - بينما عقوبة سرقة ما يخُص الدولة، ممتلكات أو غيرها تكون أكثر وأكثر.
- وفي حالة سرقة الفرعون، يتوجب تسليم ما سُرق، مع دفع غرامة مالية وقدرها ثمن المسروق مضروب في ثمانين
أو مائة مرة، مع إضافة عقوبات جسدية كالجلد والضرب، وقد يكون ثمن ما سُرق هو الموت.
ووجب التنويه أنَّ ما ذُكر من أمثلة و معلومات عن الأولغارشية على سبيل المثال وليس الحصر، وأن تلك الأنظمة
ومشابهاتها هدفها الأساسي تدمير رِباط المجتمع، وأن السبيل الوحيد لمواجهة ذلك هو مواجهة ذلك قلبًا وقالبًا، قولًا وفعلًا،
يقينًا وإيمانًا أن الشعب هو السُلطة.