معاني الروح في ثقافات الشعوب

تعتبر الروح كيان خارق للطبيعة، وتعرف الروح دائماً على أنها ذات طبيعة غير ملموسة مثل الكيانات المشابهة الأخرى كالملائكة والأشباح وغيرها، ويضم معاني الروح في ثقافات الشعوب طابع ثقافي وفلسفي وديني ويختلف هذا المفهوم على حسب الفلسفات والأديان والشعوب المختلفة، وسنوضح من موقع عالم المعرفة المعاني للروح في الثقافات المختلفة ومفهوم الروح في الإسلام تابعونا…

جدول المحتويات

الروح في الدين والفلسفة

تعد الروح هي جوهر الكائن الحي والجانب الغير مادي في الإنسان، في الدين والفلسفة، والروح تعتبر مرادفة للذات، والروح باتفاق الجميع تعد من الغيبيات التي لا يعرفها إلا الله سبحانه وتعالى.

ويعرفها بعض العلماء على أنها الشيء المسبب للقدرات العقلية للإنسان مثل الإدراك والشعور والوعي، ويعرفها البعض الآخر على أنها هي النفس الحقيقية، والجسد ما هو إلا وعاء يحتوي هذه النفس، والبعض يقول أن الكيانات غير البيولوجية تمتلك هي الأخرى روحاً مثل الجبال والأنهار، وتسمى هذه الروح بالروحانية.

معاني الروح في ثقافات الشعوب
معاني الروح في ثقافات الشعوب

معاني الروح في ثقافات الشعوب

تختلف الشعوب فيما بينها اختلافاً كبيراً في تعريف ماهية الروح وكيفية التعامل معها، حيث أن هذا الاختلاف ينبع من معتقداتهم الدينية المختلفة ومن ما يؤمنون به، ومن الصعب إمكانية الوصول إلى تعريف نموذجي واحد يُعمم على منطقة ثقافية واحدة أو على عدة شعوب في وقت واحد نظراً لتناقض المعتقدات من شعب لآخر.

وفيما يلي مفهوم الروح في ثقافات الشعوب المختلفة استناداً إلى معتقداتهم ودياناتهم:

معاني الروح في ثقافات الشعوب

مفهوم الروح عند المصريين القدماء

قام المصريون القدماء بتقسيم الروح تبعاً لمعتقداتهم الدينية إلى سبعة أقسام وهي:

  • كا، وهي القوة التي تؤدي لحياة الإنسان، وعندما تفارق كا الجسد فإن الإنسان يموت.
  • با، وهي أشبه بمفهوم شخصية الإنسان أو ما يجعل الإنسان فريداً.
  • رين، وهو مصطلح يطلق على الروح التي تولد جديدة أو روح المولود الجديد.
  • سكم، وتعني روح وحيوية الشمس.
  • آخ، وهو عبارة عن الشبح الذي ينتج من اتحاد كا و با بعد الموت.
  • شوت أو خيبيت، وهو عبارة ظل الإنسان.
  • آب، وهو عبارة عن قطرة من قلب الأم.

مفهوم الروح عند الصينيين:

أما الصينيين فالروح لديهم تنقسم إلي قسمين؛ الروح العلوية وهي التي تموت وتتلاشى، والروح السفلية وهي التي تبقي في الأضرحة وتكون أماكن للعبادة للأجيال القادمة فيما بعد.

مفهوم الروح عند اليونانيين:

اختلفت مفاهيم الروح في الحضارة اليونانية القديمة بشكل كبير حسب العصر والمدارس الفلسفية المختلفة؛ كيث اعتبر الأبيقوريون الروح على أنها تتكون من ذرات مثل بقية الجسد، أما الأفلاطونيون فاعتبروا أن الروح هي مادة جوهرية غير ملموسة وليست مادية.

مفهوم الروح عند اليهود:

وفقاّ لكتاب كبالاه في تفسير التوراه، فإن الروح تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:

  • نيشامه، وهي تعتبر الطبقة العليا من الروح والمسئولة عن تفضيل الإنسان عن بقية الكائنات الحية.
  • روخ، وهي تعتبر الطبقة الوسطى من الروك والمسئولة عن التمييز بين الخير والشر، وتنظيم المبادئ الإنسانية الأخلاقية.
  • نفيش، وهي تعتبر الطبقي السفلى من الروح وترتبط بغرائز الإنسان الجسدية والتي تتواجد معه منذ الولادة.

مفهوم الروح عند الهندوسيين

هناك مصطلحات عديدة في الهندوسية تصف مفهوم الروح منها:

  • الجيفا، هي الكينونة الخالدة للكائنات الحية في المعتقد الهندوسي، وتعتبر مرادفاً لمفهوم الروح.
  • المايا، هي عبارة عن قيمة معنوية وجسدية مؤقتة وليست خالدة، وهي شبيهة بمفهوم النفس في الديانات الأخرى.
معاني الروح في ثقافات الشعوب
معاني الروح في ثقافات الشعوب

مفهوم الروح عند المسيحيين

في المسيحية، عندما يموت الإنسان، تكون روحه ملكاً لله يتحكم فيها كيفما يشاء، ويكون مآل الروح إما الجنة وإما النار، ويعتقدون أن الموتى يكونون نائمين في انتظار الثواب أو العقاب، وأن الآثمين يعاقبون بخروجهم من الوجود، أما المؤمنين فيخلدون في الجنة، ويقول المسيحيون أن الروح هي الحياة.

مفهوم الروح في الإسلام

الروح في الإسلام هي من مخلوقات الله تعالى، بل هي من أعظم مخلوقاته، وشرف الله سبحانه وتعالى الروح وكرمها بأن نسبها لذاته العليا في كتابه الكريم.

ولقد اختص الله سبحانه وتعالى نفسه بالعلم الكامل للروح، حيث لا يمكن لأي كائن حي أن يعلم كل العلم عن الروح إلا ما اخبره الله به، وهذا من جلالة وعظمة هذا التشريف لمخلوق الروح.

الروح والعلم

لوقتنا هذا، لم يستطع أي مجال من مجالات العلم أن يفهم الروح، أو يجد دليل يثبت وجودها، أو أن يصل إلى تعريف ثابت لها كأي شيء أو ظاهرة أخري يقومون بدراستها؛ وبالرغم من ذلك فإن البحث عن الروح كان له دور هام في فهم علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء في الجسم البشري.

ويوجد في العلم مفهومين للروح يتعارضان مع بعضهما، الأول يقول بأن الروح روحية وخالدة، والآخر يقول بأنها مادية وفانية، واتفق كلا المفهومين في أن الروح موجودة في عضو معين أو منتشرة في الجسد كله.

وفي النهاية، نجد أن معاني الروح في الشعوب مهما اختلف حسب معتقدات كل شعب وديانته، إلا أنها تتفق جميعها في أن الروح مخلوق لا نظير له في الوجود وهي أساس الإدراك والشعور والوعي عند الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى