ما هي صفات عائشة أم المؤمنين
جدول المحتويات
أمهات المؤمنين
اشتهر لفظ أمهات المؤمنين في الإسلام بعد قول الله تعالى في سورة الأحزاب بسم الله الرحمن الرحيم ” النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ” فقد خصهن الله عز وجل بلفظ أمهات المؤمنين زيادة في تكريمهم ولعلو منزلتهم حيث كانو من أكبر أسباب انتشار الإسلام بين الناس فهن غير كل نساء العالم فلقد قال الله في حقهن بسم الله الرحمن الرحيم “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ” ومن بينهم السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها فلعل البعض يبحث عن بعض صفاتها ليتحلى بها لذا سنسلط الضوء معا على صفات عائشة أم المؤمنين .
عائشة أم المؤمنين
هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ووالدتها أم رومان بنت عامر الكنانية ، ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بأربع أو خمس سنوات وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كانت ذات 9 سنوات وبعد ان نشأت في بيت مملوء بالإيمان والتوحيد بالله عز وجل ، وجدير بالذكر أن سيدنا محمد تزوجها بأمرٍ من الله تعالى حيث جاء عن الرسول الكريم أنّه قال مخاطبًا عائشة -رضي الله عنها-: “رَأَيْتُكِ في المَنامِ يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقالَ لِي: هذِه امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عن وجْهِكِ الثَّوْبَ فإذا أنْتِ هي، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ ” ومكثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى وكانت حينها تبلغ من العمر 18 عامًا .
مكانة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعتبر السيدة عائشة أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي الزوجة الوحيدة التي تزوجها بِكراً ودفن في حجرتها بعد ان مات في حجرها فقد جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه سأل النبي الكريم فقال: “يا رسولَ اللَّهِ! مَن أحبُّ النَّاسِ إليكَ؟ قالَ: عائشَةُ، قالَ: مِنَ الرِّجالِ؟ قالَ: أبوها ” وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من مديحها أمام الناس وبيان فضلها على الناس جميعاً فقد قال: “وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ ” وقد نقلت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته الكثير من الأحاديث الصحيحة وتابعت تعليم الناس صفات وتعاليم الدين الإسلامي.
ما هي صفات عائشة أم المؤمنين
بعد أن عرفنا من هم أمهات المؤمنين وفضل السيدة عائشو ومكانتها العظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلها على الناس جميعا وجب علينا الإشارة إلى صفات عائشة أم المؤمنين فقد كانت تتحلى بما يلي :
الزُّهد والكرم
كانت رضي الله عنها كثيرة التصدق في سبيل الله تعالى زاهدة في الدنيا وكريمة جدا ومن أفضل المواقف التي تحدثت عنها في الكرم رضي الله عنها ” أنّ جاريتها أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت “
العلم الغزير
تعتبر السيدة عائشة من أفقه الصحابيّات وأغزرهم علماً بدليل أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من 2200 حديث صحيح وهناك من أثناها ومدحها بعلمها الغزير وبفقاهتها فقال عنها عطاء “كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامّة”، كما قال عنها أبو موسى الأشعري: “ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا ” ولم تكتفي أم المؤمنين بما تعلمته في الفقه والحديث بل أخذت تلمع في علوم مختلفة مثل الطب والأنساب والمواريث والحلال والحرام .
العبادة
تميزت السيدة عائشة بدوام عبادتها وثباتها على ما تقوم به وإن كان عملاً يسيرا إلا أنها كانت تداوم عليه ولقد رُوِي عن عبد الله بن قيس أنَّها أوصته بقيام الليل مُقتديًا في ذلك بنبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما أخبرت عنها رميثة بنت حكيم أنَّها كانت تُصلي صلاة الضحى ثماني ركعات، وتُطِيل فيهنّ، إضافةً إلى أنّها كانت تُكثِر من النوافل الأخرى كالصيام، حتى إنَّها كانت تصوم في السفر، ولا تأخذ بالرُّخصة وذلك لعُلوّ همَّتها -رضي الله عنها- فقد كانت صوامةً قوامةً كثيرة التسبيح “
الصبر
تحملت السيدة عائشة الكثير من المواقف العصيبة والمؤلمة في حياتها مثل تحمل ما جرى على ألسنة المنافقين في حقها في ما عرف بحادثة الإفك واستمر ذالك ما يقارب الشهر حتى نزلت آيات الله تعالى في سورة النور تبرئها من كلام المنافقين فقد كانت تردد دائما قول نبي الله يعقوب ” فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون ” وكيف لا توصف بالصابرة وهي قد تحملت فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم علي يديها وما الذي أعظم وأحزن من هذا ؟.
الحياء
كانت السيدة عائشة من أشد الناس حياءاً حتى في بيتها فقد جاء في نصّ الحديث الشريف أنّ عائشة أم المؤمنين قالت: “كنتُ أدخلُ بيتيَ الَّذي فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وإنِّي واضعٌ ثوبي وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ معَهم فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ “
الورع واجتناب الشهوات
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها من أشد الناس ورعا واجتنابا للشهوات فمن بعض المواقف التي ذكرت في وراعتها أنّ عمًّا لها بالرضاعة أراد أن يدخل بيتها، فمنعته إلى أن استأذنت في ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرها بجواز ذلك فأدخلته، ومِن ورعها كذلك، أنَّها كانت تحتجب حتى عن العميان، وتتعذَّر بأنَّه إن لم يكن يراها فإنَّها تراه، فتَحتجب عنه .
وفاة عائشة أم المؤمنين
بعد معرفة كل هذه التفاصيل عن حياة السيدة عائشة فلقد توفيت -رضي الله عنها- في السنة الثامنة والخمسين بعد الهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان في ليلة الثلاثاء في السابع عشر من رمضان، وعند اقتراب أجلها علمت بذلك فأوصت وقالت: “أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي علي إلا أبو هريرة”، فصلى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه- بعد صلاة الوتر، وكان من وصاياها أيضًا أن قالت لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-: “ادْفِنِّي مع صَوَاحِبِي بالبَقِيعِ لا أُزَكَّى به أبَدًا”،فنفّذ -رضي الله عنه- وصيّتها ودفنها بالبقيع مع زوجات رسول الله -رضوان الله عليهن جميعا ً .