ما هو التطرف
عند الحديث عن ما هو التطرف نوضح أن التطرف بجميع أنواعه وأشكاله يعتبر من أكثر الأسلحة أو الأدوات الخطيرة التي من شأنها أن تفتك بالمجتمعات وتدمرها، حيث يعتبر التطرف مثل الوباء الذي ينتشر بسرعة بين الأفراد والمجتمعات فيدمر العقول، ويصعب السيطرة عليه أو الحد من انتشاره، حيث أن التطرف هو بمثابة وباء العقول، والوباء الذي يصيب العقل هو من أصعب أنواع الوباء، لهذا نحن هنا في هذا المقال لنتعرف أكثر حول هذا الموضوع ومفهومه وأسبابه وأنواعه وطرق التعامل معه، وللمزيد يمكنك متابعتنا في عالم المعرفة.
جدول المحتويات
ما هو التطرف ؟
عندما نريد أن نعرف ما هو التطرف فينبغي أن نعرف معنى التطرف في اللغة، ومعناه اصطلاحاً كالتالي:
التطرف معناه في اللغة حالة من الذهاب إلى أقصى الحدود، وهو تجاوز في حدود الاعتدال والمبالغة في هذا التجاوز، وأيضاً هو عدم الثبات في الشيء ومجاوزة الحد، والخروج عن كل ما هو، والبعد عن الجماعة، ومن مرادفات التطرف: الجنون، الهوس، التعصب، الافتتان.
أما مفهوم التطرف اصطلاحاً فهو عبارة عن مفهوم نسبي يستخدم في وصف الأفكار أو الأفعال التي يتم النظر إليها على أنها غير مبررة، والتطرف هو المعبر عن السلوكيات والمشاعر التي تخالف القيم السائدة، والأفعال التي تشذ عن القاعدة وتؤدي لازدراء الحرية والحياة وحقوق الإنسان.
أسباب التطرف
بعد أن وضحنا ما هو التطرف دعونا الآن نتعرف على الأسباب التي تؤدي لدعم التطرف وإبرازه فيما يلي:
- انتشار الظلم والقهر بشكل كبير، ومع عدم وجود العدل يظهر التطرف باعتباره رد فعل على هذا الظلم.
- تفشي الفقر والمرض والأحوال المعيشية السيئة بسبب قلة فرص العمل أو انعدامها، وانتشار البطالة.
- وجود مشاكل اجتماعية منتشرة بين أفراد وفئات وطوائف المجتمع تؤدي لحدوث التطرف وظهور الجماعات المتطرفة.
- نشوب الأزمات السياسية التي تعتبر من أهم أسباب دعم تفشي التطرف في المجتمع.
- الإقصاء السياسي والذي يزرع في نفوس من تم إقصائهم رغبة في التطرف.
اقرأ أيضًا: لغة الجسد عند الرجل
سمات الشخص المتطرف
من خلال موضوع ما هو التطرف دعونا نتعرف على السمات المميزة للشخص المتطرف فيما يلي:
- لا يرى المتطرف أنه على خطأ أبداً، حيث أنه دائماً يرى أنه على صواب لدرجة اليقين الذي لا يقبل التشكيك أبداً، ويرى كل نقد موجه إليه من فعل الشيطان.
- تنفيذ كل ما يوكل إليه دون تفكير أو موازنة أو تحليل، وذلك بسبب انحيازه لمذهب أو فكر معين انحياز غير عقلاني.
- الغلو في التقديس والانحياز لمن ينحاز إليه، وما ينحاز إليه، وهذا الانحياز المفرط يمنعه من وضع الشيء أو الشخص التابع له في وضع التشكيك أبداً.
- سرعة الخضوع لكل ما يوجه إليه بشكل تلقائي أشبه بالخضوع المغيب، خاصة إذا كان يثق في من يوجه إليه الأوامر.
- تصديق كل ما يرى ويسمع دون إعمال عقله أو التأكد من صحة هذا القول.
- سرعة الانفعال والتوتر، مع حدوث فورة دائمة في العاطفة، وكثرة الاضطراب.

أنواع التطرف
في إطار معرفة ما هو التطرف نتعرف على أنواع التطرف فيما يلي:
- التطرف الفكري: يعني التعصب تجاه مبدأ أو فكرة معينة مع رفض أي مبدأ آخر مخالف، وعدم الاقتناع بأي ثوابت منطقية.
- التطرف الثقافي: فيه يتبع الفرد مذهب ثقافي محدد بشكل متعصب، مع تجاوز حد الوسطية والاعتدال في الأحكام والنظر لاختلاف الآخر.
- التطرف الاجتماعي: هو التعصب نحو فكرة معينة تتعلق بخلفية الفرد الثقافية أو التاريخية، ويؤثر على بقية المجتمع.
- التطرف الديني: هو تشدد الأفراد لدينهم أو طائفتهم، وعدم قبول أي أديان أو طوائف أخرى، وعدم الرغبة في التعايش معها.
- التطرف السياسي: هو تجاوز الدولة للمبادئ والمعاهدات والمواثيق مستغلة سلطتها، أو تعصب الأفراد تجاه أو ضد الدولة.
- التطرف الجنسي: يعتمد على المبدأ الجنساني، ويعني تجاوز الحركات الذكورية أو النسوية الحد والمنطق.
كيفية حماية الأجيال القادمة من التطرف
في نهاية حديثنا عن ما هو التطرف دعونا نوضح كيفية حماية الأجيال القادمة من التطرف فيما يلي:
- تعليمهم العلم النافع الذي يساعدهم على معرفة التصورات والمفاهيم المغلوطة والبعد عنها.
- تشجيعهم على طلب العلم من مصادره الموثوقة، وتتبع العلماء الوسطيين الموثوق في أمانتهم وعلمهم.
- تنشئتهم على قول الحق والوقوف معه واتباعه، وعدم التمادي في الخطأ والباطل.
- تسليحهم بالأخلاق والصفات الحميدة الحسنة التي تزودهم بشخصية متزنة وسوية.
- زرع محبة الوطن والأرض والوطنية في نفوسهم، وتعليمهم الانتماء للوطن واحترامه.
- تربيتهم على احترام حريات الآخرين ومراعاة مصالحهم، وتقدير الأمن والحفاظ عليه وتجنب الحياد عنه.
بعد أن وضحنا كل ما يتعلق بالتطرف ومفهومة وأسبابه وأنواعه وسماته وكيفية الحماية منه، نذكر أن التطرف موجود في كل فعل سيء حولنا لا يتم مراعاة حريات الآخرين فيه، وموجود في كل مكان نذهب إليه، لهذا يجب أن يحارب الفرد المعتقدات والأفكار المتطرفة والغير منطقية، والبعد عن أي جماعة مشبوهة.