لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر
لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر هذا سؤال يطرحه الكثيرون، ويريدون إجابة وافية عنه من خلال بحثهم الدائم عنه، لذا سوف نجتهد من خلال هذا المقال اليوم، لكي نجيب عن هذا التساؤل بدقة وبكل ما يحتاج إليه متابعينا الكرام، تابعونا….
جدول المحتويات
لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر دون غيرها
لكي نتعرف على لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر، يجب أن نعرف أن الشخص الأول الذي عمل على تجميع المصحف الشريف، هو خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وقد تم ذلك في عصر الخلافة الذي كان فيه خليفة، وبالتحديد في الفترة التي كانت قائمة فيها حرب الردة، وبعد أن توفى الله سبحانه سيدنا أبو بكر، انتقل المصحف إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، الذي قد تولى خلافة المسلمين بعده، وبعد أن توفاه الله هو الآخر، كانوا قد وجدوا أن الوصية التي أوصى بها عن المصحف أن يتم وضعه لدي أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها، وهي أبنة سيدنا عمر رحمه الله، والذي قال عنها الحافظ بن حجر في أحد كتبه المعروف بفتح الباري، “وإنما كان ذلك عند حفصة -رضي الله عنها- لأنها كانت وصية عمر، فاستمر ما كان عنده عندها”.
وكان هذا هوالرد على تساؤل لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر ، وهو السبب الرئيسي وراء وضع المصحف الشريف لدي السيدة حفصة بنت عمر أرضاها الله ورضي عنها، وهي خير أهل لحفظ كلمات الله الطاهرة لديها، فهي تلك المرأة التي قال فيها سيدنا جبريل عليه السلام “راجعْ حفصةَ، فإنَّها صوامةٌ قوامةٌ، وإنَّها زوجتُك في الجنةِ”
زيد وجمع القرآن الكريم
من أجل الاجابة عن تساؤل لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر، يجب أن نعلم أن هناك مجموعة من القبائل ارتدوا عن الاسلام، وقد قامت حرب الردة التي أنهت حياة الكثير من الأشخاص في تلك الفترة، واللذين كانوا يقرؤون القرآن في ذلك الوقت، ويحفظونه، قد وجه سيدنا أبو بكر الصديق أمر إلى زيد بن ثابت أرضاه الله ورضي عنه، بالقيام بتجميع القرآن الكريم، وكان قد قام بخطة محكمة لجمع آيات القرآن الكريم والتي حرص فيها على تناول ما تمت كتابته بيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الرقع، وعمل على تجميع ما حفظه حفظة القرآن في صدورهم من الصحابة اللذين قاموا بحفظه أيام رسول الله، وكان زيد بن ثابت لا يتقبل القرآن المحفوظ، ولكن كان يتقبله مكتوبًا فقط، حيث أنه كان لا يعتمد الآية نهائيًا إلا إذا أتاه الصحابة بها مكتوبة، هذا بالإضافة إلى أنه كان لا يتقبل الآيات المكتوبة إلا إذا أقر إثنان على كتابتها كانت في عهد رسولنا الكريم صلوات الله وتسليمه عليه، وكان هذا إجابة على لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر.
نسخ المكتوب في المصحف الشريف
بعد أن تم تنفيذ وصية سيدنا عمر بن الخطاب بتولية أمنا حفصة شأن القرآن الكريم، وبعد أن قام عثمان بن عفان باستلام خلافة المسلمين، قد بدأت الكثير من الفتوحات الاسلامية في عهده، في أذربيجان وأرمينيا، وكان في تلك الفترة من الوقت قد رأى حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل ارضاه الله ورضي عنه، اختلاف الأمم في القرآن الكريم، وكان قد أشار إلى عثمان بن عفان ونصحه بأن يقوم بجمع القرآن الكريم قبل تضارب الأمم واحتلافها الكبير فيه.
في تلك اللحظة بدأ سيدنا عثمان بن عفان في طال النسخ المكتوبة من القرآن الموجودة لدي أمنا حفصة بنت عمر، من أجل القيام بنسخها في مصاحف كبيرة وبعدها يرسلها إليها مرة أخرى، فنفذت حفصة الطلب وأرسلت المنسوح من القراآن إليه وقام بارسالهم للصحابة لنسخهم في مصاحف، كما أنه أمرهم بكتابة القرآن عن لسان قريش، حتى وإن اختلف فيه الكثير من الأمم، وبعد أن تمت كتابة المصاحف قام عثمان بن عفان بأرسال نسخ منها إلى الأمصار، ومن ثم تم حفظ القرآن الكريم بفضل من الله تعالى، ومنها نكون قد أجبنا على لماذا صارت الصحف إلى حفصة بن عمر.