كيفية الحفاظ على التراث

كيفية الحفاظ على التراث سؤال على الجميع طرحه على أنفسهم فالتراث الذي تركه لنا الأجداد مسئولية حمايته لا تقع على عاتق الدولة بمفردها، فالفرد مسئول مسئولية كاملة عن حماية تاريخه من التخريب والضياع.

جدول المحتويات

لماذا نهتم بالتراث

عند التفكير في كيفية الحفاظ على التراث لابد من معرفة الأسباب التي تجعله بهذه الأهمية أولاً لنحرص على حمايته، وفي الواقع الأسباب التي تدفعنا لذلك كثيرة ومنها:

  • التراث هو جزأ لا يتجزأ من الهوية الوطنية التي تنفرد بها كل دولة أو حضارة عن الأخرى، فمن يضيع تراثه الحضاري والفكري تضيع هويته.
  • التراث هو السبيل لدراسة ومعرفة تاريخ الأمم السابقة، والذي يتضمن جوانب حياتهم المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية وغيرها.
  • من أهم جوانب الاعتناء به أنه وسيلة لتعزيز الدخل القومي، فالسياحة تزدهر في الدول التي تزخر أرضها بالمواقع والمباني الأثرية القديمة.
  • ما تركه لنا الأجداد من تراث فكري وحضاري هو ما تقوم عليه معظم الاكتشافات الحديثة اليوم، فكل جيل يكمل عمل جيل الذي يسبقه، وإن ضاع هذا التراث لكانت البشرية الآن متأخرة آلاف السنين.
  • التراث هو الصلة التي تربط الشعوب ببعضها البعض وتقوي الروابط بينها، كونه يعزز من شعورهم بالانتماء لبعضهم البعض، فحضارتهم واحدة وثقافتهم واحدة وهويتهم واحدة.
  • الأماكن والمباني التاريخية والنظريات العلمية والأدبية التي تركها القدماء، هي وسائل معرفية يعتمد عليها كوسائل للتعلم ونشر العلم والثقافة بين الشعوب.
  • التراث هو وسلية تدفع الأمم للرغبة في التقدم، فمن يمتلك تراثاً عظيماً يسعى للحفاظ على خطى أجداده، ومن لا يمتلك تراثاً يعي أهميته ويحاول أن يصنع ما يمكن للأجيال القادمة أن تفخر به.

كيفية الحفاظ على التراث

كيفية الحفاظ على التراث واجب يقع عاتقه على الفرد والدولة كما سبق وأِشرنا، لذا مسئوليات كل منهم مختلفة في هذا الصدد كما يلي:

دور الفرد في الحفاظ على التراث

دور الفرد يتمثل في الأسرة والمدرسة والمؤسسات الأهلية ومسئوليتهم هي:

  • تعليم الأجيال الناشئة أهمية التراث وأهمية الحفاظ عليه.
  • تنظيم رحلات ميدانية مجانية للأفراد لزيارة أهم المواقع التراثية.
  • تنظيم حملات توعية لتنبيه المجتمع لأهمية الحفاظ على التراث.
  • الحفاظ على نظافة هذه الأماكن عند زيارتها.
  • عدم تخريبها بالتكسير أو بالكتابة على الجدران.

دور الدولة في الحفاظ على التراث

دور الدولة يتمثل في مؤسساتها المختلفة، ومسئوليتهم  هي:

كيفية الحفاظ على التراث
  • فرض عقوبات وغرامات مالية على من يخربون أي موقع تراثي.
  • ترميم المواقع والقطع الأثرية التي تحتاج لذلك للحفاظ عليها لأطول وقت ممكن.
  • تشديد الحراسة على هذه المواقع لمنع سرقتها أو تخريبها.
  • حماية الهوية الوطنية من خلال توفير مناهج تعليمية تتعلم الأجيال الناشئة من خلالها تراثهم الحضاري ومعالمه المادية والغير مادية.
  • تشجيع الأفراد على الحفاظ على معالم التراث الحضاري الاجتماعية.
  • تأسيس حملات توعية واسعة النطاق لتشمل جميع أنحاء الدولة، ليعرف الجميع ما تركه لهم الأجداد من حضارة ليكونوا على درجة من الوعي بأهميتها وأهمية الحفاظ عليها.
  • العمل على تشجيع السياح على زيارة الدولة للاستمتاع بتاريخها العريق، من خلال تأسيس حملات ترويج إبداعية للسياحة.

المحافظة على التراث المادي واللامادي

كيفية الحفاظ على التراث لا تتعلق فقط بالحفاظ على التراث المادي الذي خلفه لنا الأجداد ويمكننا رؤيته في الشوارع والميادين من آثار ومباني، لكنه يتضمن التراث الغير مادي أيضاً.

فالتراث الغير مادي يتضمن العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال، والطقوس والممارسات الاجتماعية، والمناسبات المختلفة التي يحتفلون بها، كما يشمل أيضاً امتلاك مهارة معنية أو الاشتهار بحرفة معينة.

وفي المجمل يمكن القول بأن التراث المادي عبارة عن مجموعة من القيم الاجتماعية والثقافية توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل مما ساعد على تأصلها واستمرارها واكتسابها قوة تصمد بها أمام تغييرات العصر، هي نتاج بين الماضي والحاضر والمستقبل فكل جيل يترك عليها لمسة خاصة لتمييز الاختلاف الذي نالها عبر السنين.

التراث الغير مادي يسهل ضياعه إن تم إهماله حاله كحال التراث المادي بل وأكثر، فاليوم في عصر الانفتاح والتكنولوجيا أصبح الحفاظ على الهوية أمراً يتطلب بذل الكثير من الجهود، فالتراث إن لم تحافظ عليه الجماعات وتتناقله بينها ضاع، فإن لم يهتم أهل التراث بالاعتراف به والحفاظ عليه لن يهتم أي شخص آخر بالاعتراف به أو الحفاظ عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى