قصة موت سقراط
قصة موت سقراط ، الفيلسوف اليوناني سقراط الذي ولد في مدينة أثينا عاصمة اليونان في عام 470 قبل الميلاد، ومات في العام 399 قبل الميلاد، وبين هذين العامين، كانت حياة هذا الرجل الاستثنائي في تاريخ الفلسفة القديمة، مليئة بالصراعات حيث كان أفيلسوف “أخلاقي” عرفته اليونان، وقصة موت سقراط، ملهمة للجميع حتى ألهمت الكثير من الشعراء للكتابة عنه مثل عبدالرحمن الأبنودي، وفي عالم المعرفة سوف نتعرف على هذه القصة بالتفصيل.
ماذا نعرف عن حياة الفيلسوف سقراط ؟
هناك ارتباط وثيق وصلة بين حياة سقراط ووفاته وبين الفلسفة القديمة والحديثة أيضا، لأن سقراط هو أبو الفلسفة، ولكنه لم يكتب عن فلسفته أي شيء يتم تدوينه، بل كان يعتمد على الإملاء واللغة الشفهية في إملاء تعاليمه على تلاميذه، ولكن كل ما تم ذكره عن سقراط كان مرتبطا أو من خلال تلاميذه ومن تعلموا على يده، ووالده كان يعمل في مهنة البناء الحجري في أثينا وقد عمل فترة مع والده، ثم بعد ذلك خدم في الجيش وبعد ذلك شارك في مجلس مدينة أثينا الذي كان يهتم بوضع الكثير من القرارات التي تخص الدولة.
وكان سقراط يتمتع بمكانة متميزة هي التي دفعته لأني يحتل هذه المكانة المرموقة، وأصبح سقراط يهتم بالشئون السياسية والديموقراطية ومن ثم الفلسفة، والأفكار الفلسفية التي تم الترويج لها من خلال سقراط لاقت إعجاب العديد من أبناء أثينا وعدد من النخبة داخل المجتمع والذين ساندوه بعد ذلك في محنته، وهذه الأفكار وضعته في الكثير من المشكلات، حتى أن الفلسفة كانت هي السبب الحقيقي وراء وفاة سقراط.

فكر الفيلسوف سقراط
يعتبر الفيلسوف سقراط من أفضل وأعظم المعلمين للأخلاق وهذا اللقب لم يحصل عليه من فراغ، فبعكس الكثير من المعلمين الكبار الذين أتوا من بعده مثل بوذا أو كونفوشيوس لم يكن سقراط يجبر تلاميذه على فكرة معينة أو قواعد لحياتهم، ولكنه كان يسعى طوال الوقت في التشكيك في كافة المعتقدات والثوابت التي يتم الاعتماد عليها في مجتمعهم الأثيني.
كانت هذه الأفكار بالنسبة لكبار القادة أو النخبة في مجتمعه بمثابة الأفكار الهدامة التي تهدد ثوابت المجتمع وتهدد مكانتهم داخله، لأنة كان يسعى إلى نسف المعتقدات المتواجدة في المجتمع والبحث عن أفكار جديدة تتناسب مع حاجة المجتمعات، كما وصف كل شخص يريد أن يصل إلى الفضيلة بأنه شخص فاضل ويتصرف وفقا للفضيلة أما المخطئون فإنهم يجهلون الخطيئة ويتصرفون عن جهل متعمد.
قصة موت سقراط
السياسة كانت كلمة السر وراء قتل سقراط بالرغم من أنه لم يرد أن يخوض بها في اي يوم من الأيام، وتجنبها لسنوات، إلا أنه بعد ذلك قد تم اختياره وتعيينه في جمعية تصدر القرارات المصيرية في أثينا، وهناك قرار ما تم صدوره فعارضه، ومن خلال اقتراح محاكمة عدد من الجنرالات المتواجدين في داخل المجلس، رفضوا استراد عدد من الجنود الموتى في معركة “سبارطة” ورفض أن يتم إلقاء القبض على أحد بسبب هذا التصرف، وسمي هذا حينها بالعصيان المدني مما أدى إلى إثارة غضب الحكام واتهموه بأنه يريد إفساد شباب أثينا وعدم احترام آلهة البلاد.
وكانت محاكمته مغلفة بطابع فكري إلا أنها في الحقيقة كانت أكبر من ذلك وتم وصفها بالمحاكمة السياسية، ودافع عن نفسه في خطبة شهيرة تناقلتها الكثير من الكتب والروايات، إلا أنه رغم ذلك تم الحكم عليه بتناول سم يسمى سم “الشوكران”، وقبل سقراط حينها وألقي الجملة التي أصبحت ترددها الألسن باستمرار وهي “الحياة دون ابتلاء لا تستحق العيش”، وحينما تأخر الإعدام شهرا بسبب احتفالات الأعياد عرض أحدهم عليه الهرب ولكنه رفض وامتثل لقرار الإعدام.