قصة سيدنا آدم عليه السلام
جدول المحتويات
سيدنا آدم عليه السلام
هو أول نبيٍّ من أنبياء الله تعالى وأبو البشر كلهم سيدنا آدم عليه السلام خلقه الله عز وجل بيده الكريمتين ليكون خليفة لله في الأرض قال تعالى : ” وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خَليفةً ” ثم بعد ذالك خلق الله من ضلعه أم البشر جميعا حواء لتكون زوجة لسيدنا آدم عليه السلام وأسكنهما الله الجنة ،وقد وردّ في الحديثِ الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “يُجمَعُ المؤمنونَ يومَ القيامةِ، فيقولونَ: لو استشفَعْنا إلى ربِّنا فيُريحُنا من مكاننا هَذا، فيأتُون آدمَ فيقولون له: أنتَ آدمُ أبو البشرِ، خلقكَ اللهُ بيده، وأسجَدَ لك الملائكةَ، وعلَّمك أسْماءَ كلِّ شيءٍ، فاشفَعْ لنا إلى ربِّنا حتى يُريحَنا، فيقول لهم: لسْتُ هَناكم، فيذكرُ لهُم خطيئَتَه التي أصَاب” وسنسلط الضوء معا في هذا المقال على قصة سيدنا آدم ولماذا طرده الله من الجنة هو وزوجته.
قصة سيدنا آدم عليه السلام
بعد أن خلق الله سيدنا آدم الذي سيغير مجريات الكون بإذن الله ليكون خليفة لله في الأرض أمر الله ملائكته أن يسجدو لسيدنا آدم تكريما له وتشريفا وليس لعبادته فليس هناك خالق ومعبود سوا الله فسجد الملائكة كلهم لسيدنا آدم جميعا إلا إبليس عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قال تعالى: “إلَّا إبليسَ أبَى واستَكبَر وكانَ منَ الكَافرينَ ” وقد ذكر موضوع سوجود الملائكة لسيدنا آدم هذا في القرآن 7 مرات وفي 7 مواضع .
ويذكر أن ابليس برر عدم سجوده لسيدنا آدم بقوله في القرآن ” أنَا خيرٌ منهُ خلقتَني من نارٍ وخلقتَه من طِين” فطرد الله إبليس من الجنة نهائيا حتى يوم يبعثون بسبب عصيانه ورفضه اتباع أوامر الله عز وجل قال تعالى: “قالَ فاهبِطْ منهَا فما يكونُ لكَ أنْ تتكبَّرَ فيهَا فاخرُجْ إنَّكَ منَ الصَّاغرين” وبعد ذالك توعد إبليس أن يوغي البشر وأن يبعدهم عن الجادة وعن ذكر الله فرد عليه ربنا جل وعلى فقال له ” إنَّ عبادِي ليسَ لكَ علِيهم سلطانٌ إلَّا مَن اتبعَكَ من الغَاوِين” .
خلق الله لسيدنا آدم وحواء عليهما السلام
خلقَ الله تعالى سيِّدنا آدم -عليه السلام- بيديهِ من طينٍ ثمَّ نفخَ فيه من روحِه وهذا مذكور في جميعِ الدياناتِ السماويَّة الثلاث” الإسلام والمسيحية واليهوديَّة”، فقلد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وإذ قالَ ربُّك للملائِكةِ إنِّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ مِن حَمإٍ مَسنون” ، وقال تعالى: “وبدَأَ خلقَ الإنسانِ مِن طِين”، وقال تعالى: “فَاستَفتِهِم أهُمْ أشَدُّ خَلقًا أمْ منْ خلَقْنَا إنَّا خَلَقناهُمْ منْ طينٍ لازِبٍ”، وفي الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “إِنَّ اللَّه خَلقَ آدَمَ مِن قبضةٍ قَبضَها مِن جَميعِ الأرضِ، فَجاءَ بَنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، جاءَ منهُمُ الأَحمرُ، والأَبيضُ، والأَسودُ، وبينَ ذلكَ، والسَّهل، والحزن، والخشنُ، والطّيبُ”
ثم خلقَ حواء من ضلعهِ وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ الله -جلَّ وعزَّ- لمَّا خلقَ آدمَ مسَح ظهرَه فجَرَتْ من ظهرِه كلُّ نسمةٍ هو خالقُها إلى يومِ القيامةِ، ونزعَ ضلعًا من أضلاعِه فخلَقَ منهُ حوَّى” ، وقد وردَ أنَّ طولَه -عليه السلام- كان ستينَ ذراعًا، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “كانَ طُولُ آدمَ ستِّين ذراعًا؛ في سَبعِ أَذرعٍ عَرضًا”.
طرد الله لسيدنا آدم وأمنا حواء من الجنة
كما ذكرنا سابقا أنه حين امتنع ابليس أن يطيع الله ويسجد لسيدنا آدم فطرده الله من الجنة فتوعد إبليس أن يغوي عباد الله جميعا وأن يوقعهم في الفتنة والضلال فبدأ بسيدنا آدم وأمنا حواء ولكن الله قد حذرهما من إبليس وألاعيبه حيث قال الله تعالى: “فقُلنا يا آدمُ إنَّ هذَا عدوٌ لكَ ولِزوجكَ فلا يخرجنَّكمَا منَ الجنَّة فتشقَى” فنهاهما الله عن الأكل من شجرةمعينة من الجنة قال تعالى: “ولا تَقرَبا هذهِ الشجرةَ فتكونَا مِن الظَّالمين”. فظل إبليس يوسوس لهم ويحاول أن يوقعهم في الأكل من تلك الشجرة التي نهاهما الله الله عنها ليطردهم الله من الجنة كما طرد ابليس ، قال تعالى: “فوَسوسَ إليهِ الشيطانُ قالَ يا آدمُ هل أدلَّكَ على شجرةِ الخلدِ ومُلكٍ لا يَبلى * فأكلَا منهَا فبدَتْ لهمَا سوآتُهما وطفِقَا يخصِفانِ عليهمَا من وَرقِ الجنَّة وعصَى آدمُ ربَّه فغوَى” .
ثم بعد ذالك وجه الله تعالى لهما عتابا قاسيا لهما حتى تابو جميعا فتاب الله عليهم إنه هو الغفور الرحيم ولكن الله أسكنهم الأرض بعد ذالك حتى يتحقق وعد الله بجعل خليفة له في الأرض ، حيث قال الله تعالى “فتلقَّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليهِ إنَّه هو التَّوابُ الرحيمُ ” ، ” قالَ اهبطَا منهَا جميعًا بعضُكم لبعضٍ عدوٌّ فإمَّا يأتينَّكم منِّي هدىً فمَن اتَّبعَ هدايَ فلا يضِلُّ ولا يشقَى”.
قابيل وهابيل
بعد أن هبط سيدنا آدم وأمنا حواء إلى الأرض رزقهما الله بولدين يدعيان قابيل وهابيل ولد لكل منهما أختا بنتاً فكان هابيل يحب رعاية الأغنام ويعمل بها أما قابيل فقد كان يحب الزراعة ولما حان وقت زواجهما أخبرهما سيدنا آدم بأن قابيل سيتزوج أخت هابيل وهابيل سيتزوج أخت قابيل لكن قابيل رفض هذا الأمر من أبيه لأنه أراد أن يتزوج أخته الذي ولدت معه فأمرهما سيدنا آدم أن يقدما قربانا إلى الله فمن قُبل قربانه سيرضى بأوامر الله وسيكون الأقرب إلى الله وسيرضى الله عنه بإذن الله .
فقدم هابيل أفضل الخراف عنده وقدم قابيل أسوء حزمة قمح زرعها فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل فأخذ قابيل يحقد على أخيه بعد ذالك وهدده بالقتل وأخذ الشيطان يغويه ليقتل أخاه حتى قتله بصخرة كبيرة ضربه بها على رأسه ، فلم يعرف قابيل ماذا يفعل بعد ذالك الفعلة الشنيعة نظر بعينه فرآى غرابا ميتا فجاء غرابا آخر حي فحفر في الأرض ودفن الغراب الميت ففعل مثل ما فعل ذالك الغراب ودفن أخيه قابيل وأصبح قابيل بذالك الفعلة من أهل النار إلا أن يرحمه الله.
قال تعالى ” واتْلُ علَيْهِمْ نبأَ ابنَيْ آدمَ بالحَقِّ إذْ قَرّبَا قربَانًا فتقُبِّلَ منْ أحَدهِمَا ولَمْ يتَقَبَّلْ منَ الآخَرِ قالَ لأَقتُلَنَّكَ قالَ إنَّمَا يتَقَبَّلُ اللَّهُ منَ المُتَّقينَ * لئِنْ بسَطْتَ إلَيَّ يدَكَ لتَقتُلَنِي ما أنَا ببَاسطٍ يدِيَ إلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إنِّي أخَافُ اللَّهَ ربَّ العَالمِينَ * إنِّي أرِيدُ أنْ تبُوءَ بإِثْمِي وإِثْمِكَ فتَكُونَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ وذَلِكَ جَزاءُ الظَّالمِينَ * فَطوَّعَتْ لهُ نَفسُهُ قتْلَ أخِيهِ فَقتلَهُ فأصْبَحَ مِن الخاسِرِينَ * فَبعثَ اللَّهُ غرَابًا يبحَثُ فِي الأرْضِ ليُرِيَهُ كيفَ يوَارِي سوءَةَ أخِيهِ قالَ يَا ويلَتَا أعجَزْتُ أَنْ أكُونَ مثْلَ هذَا الغُرَابِ فأوَارِيَ سوءَةَ أَخي فَأصْبَحَ منَ النَّادمينَ”.