قصة النبي داود للأطفال

تحمل قصة النبي داود للأطفال الكثير من المعاني الجميلة التي يمكنهم تعلمها منها سواء في جوانب الحياة المادية كالاجتهاد في العمل والحكمة والتواضع، أو فيما يخص الجانب الروحي المتمثل في الإخلاص والاجتهاد في العبادة.

جدول المحتويات

قصة النبي داود للأطفال

كان نبي الله داوود -عليه السلام-  شاباً قوياً يافعاً شجاعاً ومحارباً قوياً  فبارز في زمانه جالوت قائد الكفار وقد عرف عنه أنه محارب شجاع ومقدام، وقد انسحب الكثيرين من الجيش المواجه له لما تمتع به من قوة ولما عرف عنه من بأس وشدة، ولم يبقى سوى قلة ممن يؤمنون بالله وكان منهم نبي الله داوود.

وحينما واجه النبي جالوت كان بني إسرائيل في حالة ترقب ليروا ماذا يمكن لهذا الشاب اليافع أن يفعله في مواجهة محارب قوي مثل جالوت، لكن الله سبحانه وتعالى مد نبيه بالقوة اللازمة التي مكنته من الانتصار على جالوت وقتله، كما جاء في قوله تعالى:”فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ“.

أحب بنو إسرائيل نبي الله داوود كثيراً الذي صار بعد انتصاره على جالوت ملكاً عليه، ومن الجدير بالذكر أن ذرية الأنبياء في بني إسرائيل كانت معروفة وذرية الملوك كذلك كانت معروفة فلم يكن يجتمع الملك والنبوة في شخص واحد إلا في سيدنا داوود -عليه السلام- فقد صار ملكاً ونبياً بموافقة جميع بين إسرائيل، وقد كان -عليه السلام- ملكاً شجاعاً عادلاً قوياً محبوباً من بني إسرائيل.

قصة داود عليه السلام

ومما ورد في مواصفات النبي داوود -عليه السلام- الجسدية أنه كان قصير القامة وقليل الشعر أزرق العينين، أما عن مواصفاته الخلقية فقد كان طاهر القلب والصدر حسن الخلق كثير التعبد لله سبحانه وتعالى، فقد حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عبادته لله عز وجل فقال :” أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا”.

قصة النبي داود للأطفال

وهذه واحدة من أفضل دروس قصة النبي داود للأطفال التي يمكنهم تعلمها، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه لذا على المرء أن يتعلم منذ الصغر كيفية وأهمية الاجتهاد في العبادة لنيل مرضاة الله سبحانه وتعالى.

أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه داوود كتاب الزبور فكان يترنم به بصوت عذب لا مثيل له، وكان يرفع صوته في ترنمه فتردد الطيور والجبال معه الذكر كما جاء في قوله تعالى :”وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ”، ومما أنعم الله به على نبيه أنه كان يفقه تسبيح الجبال والحصى والطيور.

قصص الأنبياء داود

منَّ الله سبحانه وتعالى على نبيه داوود -عليه السلام- بالملك لكنه ومع ذلك كان يعمل بيديه ليكسب قوته، فمن معجزاته أن الله سبحانه وتعالى ألان له الحديد فكان يستطيع إذابته بيديه دون الحاجة لمطرقة أو نار، ويصنع منه الدروع فقد كان بذلك أول من صنع الدروع كما جاء في قوله تعالى :” وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ”.

فكان كلما صنع درعاً باعه للناس واشترى بثمنه طعاماً له بالرغم من كونه الملك ضارباً مثلاً رائعاً للبشرية فيما يجب أن يكون عليه الإنسان مهما بلغ من قوة وسلطان، وفي هذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:”ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ“.

كان داوود كذلك حكماً عادلاً يأتي المتخاصمون فيحكم بينهم بما يرضي الله ويقضي بينهم بالعدل لذا فقد كان محبوباً من قومه، قضى نبي الله داوود -عليه السلام- حياته في رحاب الله بين العبادة من ذكر وتسبيح وحكم بالعدل بين الناس والعمل بجد وإتقان في صناعة الدروع والخوذ ليتسلح بها الناس في المعارك.

لذا حينما جاءه ملك الموت لم يهتز وإنما رحب بالموت فكيف لا يرحب به وقد قضى حياته عبداً مطيعاً لله، وحينما مات حزن قومه حزناً شديداً وحضر جنازته وقتها أعداد مهولة من الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى