قصة أيوب عليه السلام
قصة أيوب عليه السلام هي من أروع وأفضل قصص البلاء والصبر على المحن والشدائد، حيث أن سيدنا أيوب هو من أكثر الأنبياء المبتلين، وكان بلاؤه من أصعب أنواع الابتلاءات وأشدها على النفس، وبالرغم من هذا الابتلاء الصعب فلقد صبر سيدنا أيوب عليه السلام ولم يقنط من رحمة الله أبداً، ولهذا فإنه يُضرب بصبر سيدنا أيوب المثل حتى يومنا هذا، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن قصة هذا النبي، وللمزيد يمكنك زيارة عالم المعرفة .
جدول المحتويات
قصة أيوب عليه السلام
وفيما يلي سرد قصة أيوب عليه السلام وابتلاءاته وصبره الشديد عليها:
- كما استدل العلماء، فإن أيوب عليه السلام هو نبي من نسل وذرية إبراهيم عليه السلام، وكانت فترة نبوتة في الفترة ما بين النبي موسى ويوسف عليهما السلام.
- وقد عاش نبي الله أيوب عليه السلام في منطقة حوران، وهي المنطقة الجنوبية من دولة سوريا في الوقت الحالي.
- عاش أيوب عليه السلام حياته عابداً، منذراً للناس حتى في أحلك أيام ابتلائه ومرضه، وقد رزقه الله بسطة في الرزق والمال والولد فعاش عيشة هنيئة.
- وقد كان يهب من رزقه هذا للمحتاجين والسائلين، حيث كان يؤوي اليتامى، ويسقي العطشان، ويطعم الجائع، ويساعد الضعفاء، وينصر المظلومين.
- كان الناس كلهم يرون ويسمعون عن سيدنا أيوب، وعن الرغد والنعيم الذي يعيش فيه، ولكنه كلما زاده الله في الرزق والبركة، ازداد هو تقوى وورعاً وتقرباً لله، فكان لا يغويه ولد، ولا يفتنه مال.
- وكان التقرب من الله وحبه هو الأمر الوحيد الذي يشغل باله وتفكيره، وكان هو همه الوحيد في الدنيا.
ابتلاءات أيوب عليه السلام
نستكمل أحداث قصة أيوب عليه السلام في السطور التالية:
- بعد تحدث الناس عن حياة أيوب والرغد الذي يعيش فيه، وجد الشيطان فرصته وأخذ يوسوس للناس بأن أيوب لا يعبد الله حباً فيه وفي طاعته، وإنما طمعاً في رزق الله له من المال والبنين والثروات.
- وأخذ يزين لهم بأن أيوب سوف يبتعد عن تقوى الله وعبادته وذكره إذا أخذ الله منه هذه النعم الكثيرة، والثراء، والرزق الوافر.
- كانت أخبار وساوس الشيطان وأقاويل الناس عن أيوب عليه السلام تصل إليه، لكنه لم يكن يعبأ بها ولا يعطيها أي اهتمام.
- ولكن هذا الأمر لم يخفى عن الله تعالى، فأراد سبحانه أن يوضح للبشرية جميعها كذب إبليس، وأن يجعل أيوب مثالاً يحتذى به في الصبر والجَلَد على الابتلاء.
- فابتلاه الله بلاء من أعظم وأشد الابتلاءات على الإطلاق، حيث فقد جميع أبنائه، وخسر جميع أمواله، وابتلي في صحته أيضاً حيث أصيب بالكثير من الأمراض حتى أصبح لا يقدر على الوقوف أو الحركة.
- وبعدما رأى الناس كم الابتلاءات التي حلت بأيوب، شكك بعضهم في نبوته، والبعض الآخر ظن بأنه سوف يفقد تقواه وإيمانه بسبب هذه الكوارث، حتى الشيطان نفسه ظن ذلك.
- لكن لم تزد المصائب والابتلاءات سيدنا أيوب إلا صبراً وإيماناً وتقوى وقرب من الله، وهذا ما خيب ظن هؤلاء الناس، وإبليس أيضاً.

اقرأ أيضًا ….. روايات نجيب محفوظ
صبر أيوب على البلاء
ومن خلال قصة أيوب عليه السلام نبين شدة صبر أيوب على البلاء وشدة تحمله فيما يلي:
- مرت الأيام والشهور والسنين، وأيوب ما زال على حاله وهن وضعف ومرض ووحدة وفقر، ولم يبقى أحد بقربه إلا زوجته التي ظلت ترعاه وتخدمه وظلت على عهدها ووفائها له.
- لكن بالرغم من صبرها واحتسابها إلا أن الشيطان لم يتركها في حالها، وراح الناس يحرضونها على ترك أيوب حتى ضعفت وضعف إيمانها وفي يوم قالت لم يعذبك الله كل هذا.
- فرد عليها أيوب بأن ظنه قد خاب بها، وأن إيمانها بالله قد ضعف، وأن الشيطان قد وسوس لها، ونهرها وطلب منها الذهاب وقال لها عندما أشفى من مرضي سوف أجلدكِ مائة جلدة.
- ومع ذهاب زوجته، أصبح أيوب وحيداً تماماً إلا من مرضه، وعندها توجه لربه متضرعاً وداعياً وباكياً.
جزاء الله لأيوب على صبره
وفي آخر أجزاء قصة أيوب عليه السلام نوضح جزاء الله له على شدة صبره وتحمله فيما يلي:
- عندما توجه أيوب لربه استجاب له ربه، وأمره بأن يقوم بضرب الارض برجله، فانفجرت عين ماء من تحت الأرض، فاغتسل وشرب منها، وحينها عادت عافيته وصحته إليه، وخر أيوب شكراً وحمداً لله على نعمه.
- وعندما عادت زوجته إليه قلقة عليه وقد عرفت خطأها، وجدته قد شُفي من مرضه، ولتنفيذ وعده أخذ حزمة عيدان صغيرة وضرب بها زوجته، وكأنه ضربها مائة جلدة.
- وقد فعل هذا حتى لا يحنث يمينه، وفي نفس الوقت لا يؤذي زوجته الصالحة التي لم تتخلى عنه وراعته في مرضه.
- وهكذا أنعم الله على أيوب مرة أخرى، وزاد رزقه وأولاده وصحته أضعاف ما كان عنده من قبل، وكان هذا جزاء الله له على صبره.
قيل في مدة بلاء أيوب عليه السلام أنها قد استمرت ثلاثة عشر سنة، وفي رواية أخرى قيل بأنها استمرت ثمانية عشر سنة، وقد توفي سيدنا أيوب وعمره يزيد عن التسعين عاماً، وفي قصته الكثير من العبر والدروس المستفادة أهمها عدم القنوط من رحمة الله، والتوكل على الله في الشدائد، وعدم الانصياع لوساوس الشيطان، وأن الوفاء بين الزوجين هو ما يساعدهما على تخطي المحن والصعاب.