قصة أصحاب الفيل
قصة أصحاب الفيل من أشهر القصص التي قُصت علينا جميعاً في صغرنا، وخاصة عندما كنا نقرأ أو نحفظ سورة الفيل وهي السورة التي تروي هذه القصة العظيمة باختصار، ولكن تبقى هناك تفاصيل كثيرة لم نعرفها بعد عن هذه القصة المشوقة، مثلاً من هم أصحاب الفيل؟ وما هو تاريخ قصتهم؟ وما السبب الذي دفعهم للرغبة في هدم الكعبة؟ وما كان عقاب الله لهم؟ وكيف استطاع الفيل الذي لا يعقل أن يمتثل لأمر الله ولا يقوم بهدم الكعبة؟ وما هي العبر التي نأخذها من هذه القصة؟ جميع هذه الأسئلة سوف نجيب عنها في هذا المقال، وللمزيد يمكنك متابعتنا في عالم المعرفة.
جدول المحتويات
قصة أصحاب الفيل
قصة أصحاب الفيل هي من القصص الخالدة والتي فيها الكثير من العبر والدروس، وتنقسم هذه القصة لعدة فصول وأجزاء، بدءاً من قصة أبرهة الحبشي وحكايته مع الملك النجاشي، مروراً بسيره بجيشه الضخم لهدم الكعبة، حتى بيان قدرة الله تعالى في هزيمة هذا الجيش وحماية بيته.
وفيما يلي عرض لجميع أجزاء هذه القصة بشيء من التفصيل :
من هم أصحاب الفيل؟
قبل أن نبدأ في سرد أحداث قصة أصحاب الفيل منذ خروجهم لهدم الكعبة، دعونا أولاً نعرف من هم أصحاب الفيل:
- في القديم، كان هناك حاكم لليمن يسمى ” ذو نواس “، قام باضطهاد نصارى نجران وحرقهم، ولكن نجا منهم شخص يسمى “دوس”، فاستنجد دوس بقيصر الروم.
- ثم بعث قيصر الروم النصراني هذا الرجل دوس لحاكم الحبشة ” النجاشي ” للانتقام من ” ذو نواس ” لقتل النصارى وحرقهم.
- وعندما علم ” النجاشي ” بالقصة، جهز جيشاً بقيادة ” أبرهة الحبشي” و ” أرياط ” للذهاب لليمن للانتقام، وبعد انتشار جيش النجاشي أصبح ” أرياط ” حاكم اليمن.
- وبعدها تمرد أبرهة على أريط واستولى على حكم اليمن منه، وعندما علم النجاشي غضب وقرر معاقبته، ولكن أبرهة أستسلم وأعلن ولائه للنجاشي فبقي أبرهة حاكم لليمن.
- وحتى ينال أبرهة إعجاب النجاشي بنى كنيسة ضخمة لا مثيل لها، ليحج أهل الجزيرة إليها بدلاً من الكعبة، ودعي أهل الجزيرة العربية ليحجوا في الكنيسة.
- ومع رفض أهل الجزيرة طلبه، ويقال أن بعض العرب ذهبوا للكنيسة ولوثوها، غضب أبرهة كثيراً، وقرر أن يجهز جيشاً كبيراً، ويذهب للكعبة ويهدمها.
تعرف أيضًا على …. قصص عظماء الإسلام

أبرهة يذهب لهدم الكعبة
نستكمل قصة أصحاب الفيل وأحداث ذهاب أبرهة لهدم الكعبة فيما يلي:
- قام أبرهة الحبشي أو كما يسمى أبرهة الأشرم بتجهيز جيش ضخم للغاية حتى أنه كان م بعيد يُرى كأنه سحابة سوداء، وكان في الجيش فيل ضخم لاستخدامه في هدم الكعبة، وكان أبرهة يمتطيه في مقدمة الجيش.
- وفي طريق سيره لمكة، قابلة الكثير من الحكام العرب لمحاربته، ولكنه هزمهم جميعاً، وعندما اقترب الجيش من مكة بعث أبرهة بعض الجنود لنهب أموال مكة.
- ثم بعث رسولاً لكبير مكة يخبره أنهم لم يأتوا للقتال ولا سفك الدماء، بل يريدون هدم الكعبة والانصراف، وكان وقتها كبير مكة هو عبد المطلب.
- فقال له عبد المطلب نحن لن نحاربكم، والبيت له رب يحميه، وعندما بدأ أبرهة في المسير نحو الكعبة لهدمها رفض الفيل أن يتحرك ويتجه للأمام نهائياً امتثالاً لأمر الله، حتى مع جميع محاولاتهم لإيذائه وإجباره على السير.
جيشاً من طير الأبابيل
دعونا نستكمل ما حدث في قصة أصحاب الفيل فيما يلي:
- أثناء محاولات أبرهة والجيش لتحريك الفيل وسط ذهول أهل مكة، إذ فجأة فوجئ أبرهة وجيشة بجيوش من الطيور كأنها خطاطيف قادمة من البحر، وكل طير يحمل 3 أحجار من النار، واحد في منقاره، واثنان في أرجله.
- وبدأت الطيور في إلقاء الحجارة على الجيش، وقيل بأن الحجر كان إذا سقط على شخص اخترقه وخرج من الناحية الأخرى، وهكذا هلك الكثير من الجنود، وفر الباقين، أما أبرهة فقد أصيب بأحد الأحجار، ومات في صنعاء.
- وكان هذا الجيش من الطيور هو جيش من الله سخره الله تعالى لحماية بيته المقدس والقضاء على من أراد هدم هذا البيت.
- وسمي هذا العام بعام الفيل، وهذا هو العام الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تعتبر قصة أصحاب الفيل دليل ملموس على قدرة الله تعالى، وعلى حمايته لبيته المقدس وحرماته التي حرمها الله تعالى، أيضاً دليل على أن كيد الكافرين مهما عظم فإنه لا يطول وسوف يقضي الله عليه بقدرته وعظمته، ولعل من أهم الدروس التي توضحها هذه القصة هو كيف أن جميع مخلوقات الله تمتثل لأوامره عز وجل حتى الحيوانات والطيور التي لا تعقل، وفي هذا دليل عظمة خلق الله تعالى.