علم اللسانيات في اللغة العربية

علم اللسانيات في اللغة العربية وفي اللغات الأخرى يعد من العلوم التي تتناول دراسة اللغة واللسان البشري بشكل علمي بحت، وهو من العلوم الإنسانية الرائدة ذات الأهمية البالغة كغيره من العلوم الإنسانية مثل علم النفس وعلم الاجتماع.

جدول المحتويات

نشأة علم اللسانيات

يعود أصل مصطلح “Linguistique” إلى اللغة اللاتينية فهو مشتق من كلمة ” Lingua” التي تعني اللسان أو اللغة، وقد ظهر علم اللسانيات لأول مرة كعلم يدرس اللسان البشري بشكل موضوعي في ألمانيا، ثم ظهر بعدها في فرنسا عام 1826م وفي انجلترا عام 1855م.

فيما يعد عام 1816م عند العديد من مؤرخي علم اللسانيات الأوروبيين هي بداية ظهور هذا العلم، فحينها صدر أول كتاب تناول تحليل عدد من اللغات من الناحية التاريخية على أساس علمي لأغراض علمية بحتة لصاحبه “فرانتس بوب”.

علم اللسانيات في اللغة العربية

عرف مصطلح علم اللسانيات في اللغة العربية “Linguistique” بعدد من المسميات المختلفة التي انتشر استخدامها في العصر الحديث في الأبحاث والمقالات العلمية، مثل :”فقه اللغة، علم اللسان، علم اللغة، اللغويات، علم اللسانيات”.

وفي عام 1978م أقامت الجامعة التونسية ندوة بعنوان “الألسنية واللغة العربية” وأجمع الحضور في الندوة على أن أكثر المصطلحات قرباً للغة العربية وأيسرها تداولاً بين أقطارها المختلفة هو “اللسانيات”، وينسب وضع هذا المصطلح للدكتور عبد الرحمن الحاج صالح أحد أعلام علم اللسانيات.

علم اللسانيات في اللغة العربية

مجالات علم اللسانيات

يضم علم اللسانيات العديد من المجالات التي تتهم بدراسة اللغة ومنها:

  • اللسانيات النظرية: تقوم على وضع نظرية عامة لوصف اللغة البشرية، وتشمل كل من علم النحو وعلم الصرف وعلم الصوت وعلم المعاجم وعلم الدلالة، وتنقسم إلى”لسانيات عامة تهتم ببناء نظريات عامة عن كافة الألسنة البشرية، ولسانيات خاصة تهتم بدراسة لغة واحدة فقط من اللغات البشرية”.
  • اللسانيات الاجتماعية: يهتم هذا المجال بدراسة العلاقة بين المحيط الثقافي والاجتماعي للغة، فيبحث في أشكال هذه العلاقة وأبعادها المختلفة التي تبدو واضحة في تعدد اللهجات أو اللغات أو مستويات اللغة بين أبناء المجتمع الواحد، بالإضافة لعنايتها بتحديد من يستخدمها من جماعات سواء كانت جماعات مهنية أو دينية أو عرقية.
  • اللسانيات التطبيقية: تستهدف تطبيق ما توصلت له الدراسات العلمية الخاصة باللغة من نتائج في مختلف الميادين العلمية، وتضم كل من:”صناعة المعاجم، أمراض الكلام، الترجمة، اكتساب اللغة وغيرها”.
  • اللسانيات العصبية: تستهدف توضيح ووصف الأسس العصبية التي تقوم عليها اللغة والكلام، ووصف ما يرتبط باستخدام اللغة من عمليات وما يعانيه مستخدمي اللغة من مشكلات سواء كانوا صغار أو بالغين والتي تتمثل في أمراض الكلام.
  • اللسانيات النفسية: تهتم بدراسة ما تعتمد عليه عملية إنتاج اللغة وعملية فهم اللغة من مهارات وعمليات عقلية، ومن الظواهر النفسية التي تهتم بدراستها هي:”صعوبات تعلم اللغة الأم التي يعاني منها البالغين والصغار، ظاهرة اكتساب وتعلم اللغة، أمراض الكلام مثل تأخر عملية التكلم وصعوبات القراءة وغيرها”.
  • اللسانيات الأجناسية: تهتم بدراسة الدور الذي تلعبه اللغة في تشكيل ثقافة المجتمعات، بالإضافة لدراسته للغة في إطار اجتماعي ثقافي مثل دراسة الطريقة التي يعتمد عليها أبناء المجتمع في التواصل ومدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية التي تربطهم.

أهمية علم اللسانيات

علم اللسانيات في اللغة العربية وجميع اللغات البشرية يمثل أهمية بالغة فيعد من العلوم الرائدة التي تهتم بدراسة اللغة وحقولها المعرفية، فهو العلم الذي يتناول الألسنة البشرية واللغة بطريقة علمية، فيهتم بدراسة اللسان البشري بكونه من الأنشطة البشرية التي تؤدي دراستها وفهم وظيفتها إلى فهم العديد من الوظائف والخصائص التي تميز البشر.

لذا يمكن القول أن أهمية علم اللسانيات تتمثل فيما يلي:

  • البحث في الخصائص التي تميز اللسان البشري.
  • دراسة الطريقة التي تعمل بها اللغة، وفي آلية تطورها.
  • البحث في النقاط التي تتقاطع عندها الألسنة البشرية المختلفة.
  • دراسة أسباب الاختلاف بين الألسنة البشرية وبعضاها البعض، والنظر في مصادر الاختلاف.
  • يهتم علم اللسانيات بوضع نظريات عامة تهتم بتفسير وتوضيح ووصف مختلف الوقائع اللسانية، بغض النظر عن مختلف الاعتبارات التي تخرج عن النطاق الخاص باللغة.
  • الهدف الرئيسي من علم اللسانيات هو وضع مجموعة من القواعد المنظمة التي تهتم بتفسير اللغات للناطقين بها، فهو في الأساس علم تجريبي يقوم على التجربة والملاحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى