شرح قصيدة أرق على أرق
شرح قصيدة أرق على أرق | تعد هذه القصيدة من أشهر قصائد أبي الطيب المتنبي قالها في مدح محمد بن أوس الأزدي والذي لقب بأبي شجاع، وسنتعرف على شرح قصيدة أرق على أرق نقدمها لكم من عالم المعرفة.
جدول المحتويات
شرح قصيدة أرق على أرق
- أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ
- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
- جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
يعاني المتنبي في مطلع قصيدته من الأرق الطويل الذي لا ينقطع هذا الأرق الشديد الذي دفعه إلى البكاء والأسى ثم يقول في البيت الثاني إن غاية الصبابة أو الشوق هو بلوغ الحالة التي يعيشها هو في هذه اللحظات التي يكتب فيها قصيدته فعيونه متعبة من شدة البكاء والقلق.
- مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ
- إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
- جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي
- نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
يقول الشاعر: لم يلمع برقٌ أو نجمٌ ولم يترنَّمْ طائِر إلا انعطفت ورجعت إلى نفسي، وأنا مشتاقٌ مُهَيَّجُ القلبِ لذكر المحبوبة، ثم ينتقل ويذكر الغضى وهو شجر شديد التوقد في النار حيث يوازن الشاعر بين نارين: نار الهوى ونار الغضى ونار الهوى في نظر الشاعر أشد إحراقاً من نار الغضى حيث تظهر معاناة المتنبي من العشق في هذه الأبيات وقد استخدم الشاعر عنصراً من عناصر الموسيقى في القصيدة: وهو ترنم.

- وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ
- فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
- وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني
- عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ فيهِ ما لَقُوا
ينادي المتنبي جميع الناس ويؤكد الحياة على أن ما هي إلا دار فناء مستخدماً أسلوب الحكمة والموعظة ويشير إلى أن الغراب يصيح عندما تدمر المنازل فالدلالة الإيحائية لكلمة الغراب هي الشؤم والفرقة ثم يقول إنه عندما ذاق مرارة العشق ما فيه من وجع وانكسار عذر أهل العشاق على جزعهم وحزنهم بل وعجب كيف يبقى حي من يكون عاشقاً ثم يذكر أنه عندما شعر بذنبه تجاه أهل العشق لقي ما لقوا من الأسى والتعب والانكسار والوجع.
تعرف على…طريقة تنحيف الأكتاف في أسبوع
تفسير قصيدة أرق على أرق
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَدًا غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَر
جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا
أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِه
حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّق
خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا
أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ
ثم ينتقل المتنبي إلى شعر الحكمة فيقول: يبكي الناس ويندُبون على الفراق والموت وهم يعلمون أنَّه لا يُمكن أن يلتقيَ اثنان ويبقيا خالدين فمن عادة الدنيا التفريق فما اجتمع قوم إلا تفرقوا منها عاجلًا أم آجلًا، ثمّ ينتقل إلى السؤال من باب التّأكيد على كلامه الأول، فيقول: أين الملوك، وأين الجبابرة الذين كنزوا المال وأعدوه، فلم يغن عنهم من الموت شيئًا.
فلم تبق الكنوز ولم يبقوا هم أين من كانت الأرض تضيق بعدد جيشه وأرتال جنده، يقول: أولئك الأكاسرة أصبحوا في لحد ضيق بعد أن كان الفضاء الواسع يضيق بجيوشهم وهم موتى لا يجيبون من ناداهم كأنهم يظنون أن الكلام محرم عليهم فلا يحل لهم أن يتكلموا إذ جاء الغرض الإنشائي في بيت: أين الأكاسرة وهذا توكيد الموت.
فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ
وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ
وَالمرء يَأْمُلُ والحيَاةُ شهيةٌ
وَالشَيب أَوْقَرُ والشبيبةُ أَنْزَقُ
يقول: إن الموت لا محالة قادم والنفوس جليلة خليقة بأن يبخل بها إلا أن المخدوع والمغتر بما لديه هو الأحمق، ويقول المتنبي إن الإنسان يكره الشيب ويحب الشباب والشيب خير له لأنه وقت الحلم والوقار وهو يحب الشباب وهو شر له لأنه يحمله على الطيش والخفة، فالشيب أوقر من غيره.
ولَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَرًا عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
يقول الشاعر إنه قد بكى على شبابه الذي لا يزال ينبض بالحياة، إذ إن لمته وهو الشعر الذي يجاور شحمة أذنه ما زال لونه أسود ووجهه ما زال نضر، ثم بكى على شبابه قبل أن يفارقه حتى كادت عيناه تفقد الرؤية من كثرة الدموع التي كاد أن يغص بها فهو يخاف من أنّ يفارق شبابه.
والآن نكون قد تعرفنا على شرح قصيدة أرق على أرق.