سبب نزول سورة الواقعة
سبب نزول سورة الواقعة | لا يوجد شك في أن القرآن الكريم كله خير فهو منزل من الله تعالى وهو منهج البشر ومنبع الحكمة لديهم وطريقهم للهداية والصلاح، وفضل سورة الواقعة كبير فالواقعة هو اسم من أسماء يوم القيامة، وقد قال عنها الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن هذه السورة كانت كافية في حال لم ينزل من القرآن غيرها، ولمعرفة المزيد حول سبب نزول سورة الواقعة يمكنك زيارة عالم المعرفة.
جدول المحتويات
خصائص وفضل سورة الواقعة
قبل معرفة سبب نزول سورة الواقعة يجب أن نتعرف على خصائص وفضل سورة الواقعة وهي:
سورة الواقعة هي سورة مكية نزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة.
ترتيبها في القرآن هي السورة السادسة والخمسين ومكانها في الجزء 27 والحزب 54 وتتكون من 96 آية وتتميز آياتها بأنها قصيرة.
تتميز سورة الواقعة بأسلوبها الشرطي كما أن معانيها ومصطلحاتها تحتوي على قدر كبير من الإبداع والإعجاز الإلهي.
ذُكرت هذه السورة في السنة النبوية الشريفة، وقد قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها لسائر النساء: ” لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة “.
اشتملت على الكثير من دلائل ومعجزات قدرة الله تعالى وعلى عدة موضوعات هامة في حياة كل مسلم وكيفية تهيأته للآخرة.

سبب نزول سورة الواقعة
لم تنزل سور القرآن الكريم جميعها دفعة واحدة ولكنها نزلت على رسولنا الكريم متفرقة، وبالرغم من أن سورة الواقعة سورة مكية بإجماع جميع الفقهاء إلا أنه يُقال أن أجزاء منها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء سفره للمدينة، ويرجع سبب نزول سورة الواقعة للنقاط الآتية:
يقال أن السماء أمطرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد الأيام فانقسم الناس بسبب هذا المطر لقسيمين، الأول فرح بالمطر وشكر الله على هذه النعمة واعتبرها رحمة من الله بالعباد لسقاية الزرع وملء آبار الشرب بالماء للناس.
والقسم الثاني اعتبر هذا المطر نذير شؤم وعلامة سيئة حيث أن الناس أيام الجاهلية كانوا يعدون المطر دليل على سقوط نجم لذلك كفر أصحاب هذا القسم بالمطر وغضبوا منه فنزلت هذه الآية:” فَلا أُقْسِمُ بمَواقِعِ النُّجُومِ” حتى الآية: ” وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُون”.
والسبب الثاني أن بعض الصحابة قاموا بسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن منزلتهم عند الله تعالى ونصيبهم في الجنة، فنزلت بعض آيات من سورة الواقعة، قال الله تعالى: ” ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ “، فقام رسول الله صلى الله عليه سلم بالدعاء لهم بأن يكونوا من ثلث أو ربع أو شطر أهل الجنة.
وقيل أنه لما نزلت هذه الآية شق على الصحابة فنزلت الآية:” ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَثُلَّقٌ مِنَ الْآخِرِينَ “، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يرجوا أن يكونوا ربع أهل الجنة، وثلث أهل الجنة، بل نصف أهل الجنة، ويقاسمونهم أيضاً في النصف الثاني.
تعرف على..شروط صلح الحديبية
سبب تسمية سورة الواقعة
بعد معرفة سبب نزول سورة الواقعة يجب التعرف على سبب تسميتها وهو:
لفظ الواقعة معناه الحادثة، كما أنها أحد أسماء يوم القيامة التي لا حصر لأسمائها، ويقال أن سورة الواقعة سميت بهذا الأسم لابتدائها به حيث تبدأ سورة الواقعة بقوله تعالى:” إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)”.
كما يقال أيضاً بأنها سميت بهذا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يسمونها بهذا.
وأشار أهل التفسير بأن سورة الواقعة سميت بهذا لأن النبي كان يسميها بهذا.
الموضوعات التي تناولتها سورة الواقعة
تناولت سورة الواقعة وصفاً لأهوال يوم القيامة وما سيحدث فيها، حيث سترتجف الجبال وتنهدم وتتساوى بالأرض، وستخرج الأرض ما في بطنها ولن يستطيع الناس التخلص منها أو دفعها، ولن يقدر الإنسان على أن يكذب فيما اقترفت يداه أثناء حياته.
ذكرت أيضاً مصير كلاً من المؤمنين والكفار يوم القيامة وما سيلقي كلاً منهم من نعيم أو عذاب.
وصفت الجنة والنعيم الذي سيلقاه المؤمنون بها من أشجار وآرائك وشراب وطعام مختلف ألوانه، كما وصفت النار وشدة عذابها وما سيعانيه الكفار بها.
تم تقسيم الناس فيها لثلاثة أقسام، أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والسابقون، وجزاء كل قسم منهم.
بينت الكثير من البراهين والأدلة على وجود الله تعالى ووحدانيته وقدرته في عظيم صنعه وخلقه مثل خلق الكائنات الحية والإنسان، نزول الماء، خروج النبات، وخلق النار بكل قوتها.
فيها ذكر للقرآن الكريم وتنويه بأنه من تنزيل رب العالمين.
تضمنت سورة الواقعة على الكثير من مراحل الفرد المهمة والضرورية لحياته والتي يجب قراءتها والتأمل فيها وفي تفسيرها وأخذ العبرة والموعظة منها لضمان الوقوف والثبات ضد أي ملهيات يزينها لنا الشيطان في الدنيا والفوز بالآخرة ونعيم الجنة والبعد عن عذاب النار، تحتوي سورة الواقعة على الكثير من القيم والحث على الخير وترك الشر والابتعاد عنه.