سبب نزول سورة الطارق
تعد سورة الطارق إحدى السور المكية، من المفصل، ونزلت هذه السورة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وذلك من خلال الوحي جبريل عليه السلام، وخلال هذه المقالة في قواعد المال سوف نتعرف سويا على سبب نزول سورة الطارق بالإضافة إلى سبب تسميتها بهذا الاسم.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الجن
جدول المحتويات
نبذة عن سورة الطارق
سورة الطارق كما ذكرنا سابقا هي إحدى السور المكية، عدد آيات هذه السورة 17 آية، أنزلت هذه السورة بعد سورة البلد، وتحتل رقم 86 في ترتيب كافة سور القرآن الكريم، في الجزء 30 وهو يعد آخر جزء من أجزاء المصحف الشريف، بدأ الله سبحانه وتعالى سورة الطارق بأسلوب قسم، حيث استخدم الله عز وجل كلمات القسم وهي السماء والطارق، حيث يقول الله عز وجل في بداية هذه السورة: “والسماء والطارق”، كما لم يتم في بداية هذه السورة ذكر اسم الله سبحانه وتعالى.
ما هو سبب نزول سورة الطارق؟
ذكرنا أن سورة الطارق تبدأ بالقسم، وذلك من خلال قول الله سبحانه وتعالى ” والسماء والطارق”، حيث أن هذا القسم هو عبارة عن قسمين وهما السماء والطارق والذي من خلالهما أقسم الله سبحانه وتعالى، ويرجع السبب الرئيسي في نزول هذه السورة وفقا لما رواه أبو صالح عن ابن عباس حيث قال: “كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قاعدًا مع أبي طالب، فانحطّ نجمٌ، فامتلأت الأرضُ نورًا، ففزع أبو طالب، وقال: أيّ شيء هذا؟ فقال: “هذا نجمٌ رُمي به، وهو آية من آيات الله” فعجب أبو طالب، ونزل قوله تعالى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}”.
كما قال عن ابن عباس رضي الله عنه: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}، قال: السّماء وما يطرق فيها”.
وروى عن ابن عبّاس وعطاء قالا: “الثّاقب: الذي ترمى به الشّياطين، وقتادة: هو عام في سائر النّجوم؛ لأنّ طلوعها بليل، وكلّ من أتاك ليلًا فهو طارق”.
سبب تسمية سورة الطارق بهذا الاسم
كما ذكرنا سابقا أنه يوجد بعض السور التي سميت باسم بداياتها، فتعد سورة الطارق إحدى هذه السورة لأنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى بداية السورة وهو الطارق.
والجدير بالذكر أن سورة الطارق إحدى سور المصحف الشريف التي تتضمن العديد من الإنذارات التي تعمل على تحذير الظالمين والكفار بأجرهم المنتظر من الله عز وجل وهو العذاب الأليم نسبة لما فعلوه من ظلم على حقوق الغير.
وأشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الإنذارات من خلال استخدام طرق الحس البشري، حيث تعتبر هذه الطرق من الطرق العنيفة والقوية المناسبة لهذه التحذيرات، بالإضافة إلى العديد من الصيحات القوية التي يمكنها استيقاظ الكافرين من غفلتهم وظلمهم، وتتعدد هذه الصيحات في آيات هذه السورة وتتوالى على سمع الكافرين، وإن كان هذا يشير فإنه يشير فقط إلى أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، ويكفي أن الله عز وجل رب العالمين جميعا هو الإنذار الوحيد لكل ظالم.
وبالرغم من أن اسم الله سبحانه وتعالى لم يذكر ولو لمرة واحدة في هذه السورة، إلا أنه يوجد العديد من الصيحات المتتالية، فعلى سبيل المثال في قول الله عز وجل: اصحوا، أفيقوا، وأيضا تدبروا وتفكروا، وغيرها من كلمات الصيحات الأخرى.
وتوضح السورة الكثير من الإنذارات والدلالات بأن الله عز وجل هو وحده من يسمع ويرى كل شيء يحدث على الكرة الأرضية، حيث خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وخلق السماوات والأرض، وهو القادر على كل شيء، كما تشير السورة إلى مراحل خلق الإنسان من عدم، وكيف نفخ الله من روحه ليصبح إنسان.