سبب نزول سورة الجن
سورة الجن هي إحدى السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، حيث يخاطب الله عز وجل خلق الله الآخر وهما الجن من خلال هذه السورة، خلق الله سبحانه وتعالى الجن من النار على عكس الإنس الذين خلقوا من طين، وخلال هذه المقالة في عالم المعرفة سوف نتطرق إلى سبب نزول سورة الجن بالإضافة إلى تسميتها بهذا الاسم.
اقرأ أيضًا:
جدول المحتويات
نبذة عن سورة الجن
تعرف سورة الجن على إنها إحدى سور المفصل، والتي يصل عدد آياتها إلى 22 آية، وتحتل سورة الجن السورة رقم 72 من حيث ترتيب كافة سور القرآن الكريم، وتحديدا تقع هذه السورة في الجزء 29 والحزب 28.
تم نزول سورة الجن بعد سورة الأعراف، حيث بدأت السورة بكلمة قل وهي فعل أمر، وبداية السورة يكمن في قول الله سبحانه وتعالى: ” قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ” صدق الله العظيم
ما هو سبب نزول سورة الجن؟
يوجد علم أسباب نزول القرآن الكريم، والذي يعد أحد علوم القرآن الكريم، حيث يرتبط هذا العلم ارتباط قوي بعلم التفسير، وأثناء تفسير السورة تفسيرا جيدا، تجد أن سبب نزول السورة يتواجد في تفسيرها، حيث يوجد العديد من السور التي ذكر فيها بعض الآيات الواضحة التي تشير إلى سبب نزولها، بينما يوجد سور أخرى لم تذكر شيئا واضحا يدل على سبب نزولها.
وأثناء الحديث عن سبب نزول سورة الجن، نجد حديث نبوي شريف يوضح هذا السبب وهو في صحيح الإمام البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “انْطَلَقَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في طَائِفَةٍ مِن أصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّيَاطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فَقالوا: ما لَكُمْ؟ فَقالوا: حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو بنَخْلَةَ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له، فَقالوا: هذا واللَّهِ الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وقالوا: يا قَوْمَنَا: (إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنَا أحَدًا) ، فأنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ)، وإنَّما أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ”. والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم
علينا جميعا معرفة سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم، ونظرا لتعدد أسماء سور القرآن الكريم والتي تختلف باختلاف أسباب تسميتها، فيوجد العديد من الآيات التي تسمى باسم بداياتها، ويوجد البعض الآخر الذي يسمى باسم القصص التي تدور حولها السورة.
ولكن يعود سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم إلى ذكر الجن هذه السورة أثناء نزولها، حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الجن:” قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا”.
وكما قال الله سبحانه وتعالى أيضًا في سورة الجن: “وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا “. صدق الله العظيم
وبدأت السورة بفعل الأمر وهو قل أوحى لأنه الاسم الذي بوب من خلاله الإمام البخاري في كتاب التفسير.