تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه

تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه ، تعتبر قصيدة واحر قلباه من أفضل القصائد التي كتبها المتنبي، حيث عاتب المتنبي من خلال هذه القصيدة سيف الدولة الحمداني لأنه كان من الأشخاص الذين يسمعون كلام الحاسدين، كما أطلق على هذه القصيدة اسم البردة وذلك لأنها تعد من القصائد التي يتم فيها مدح سيف الدولة الحمداني، وخلال هذه المقالة في عالم المعرفة سوف نتطرق في الحديث عن تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه.

ما هو تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه؟

قام المتنبي بكتابة هذه القصيدة ولكن كانت البداية غير متوقعة لأنها بدأت بعلامات من الألم الشديد والتأوه الذي كان يخرج من داخل المتنبي بسبب الحب الكبير الذي كان يشعر به تجاه الحمداني ولكنه لم يبادله نهائيا هذا الحب، حيث كتب المتنبي في ذلك:

“واحرَّ قلباهُ ممن قلبه شبمُ

ومن بجسمي وحالي عنده سقمُ

مالي أكتِّم حبًّا قد برى جسدي

تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه

وتدَّعي حبَّ سيف الدولة الأممُ

أكلَّما رمتَ جيشًا فانثنى هربًا

تصرَّفت بك في آثاره الهِممُ

عليكَ هزمهمُ في كلِّ معتركٍ

وما عليكَ بهم عارٌ إذا انهزموا”

حيث من خلال هذه الأبيات مدحه الشديد لسيف الدولة، ويعتبر هذا النهج الذي يقوم عليه بداية كل قصائده، فأشار إلى الأخلاق الحميدة التي يتميز بها الحمداني كما أنه أشاد بقوته وعظمته، بل إنه يعد من أحسن خلق الله على الأرض، كما وضح الشجاعة التي يتصف بها سيف الدولة والتي تمكنه من خوض الكثير من المعارك والانتصارات الصعبة التي يحققها على أعدائه.

ثم انتقل بعد ذلك إلى عتاب الحمداني الذي يتصف بالعدالة، ولكنه لم ينفذ هذه العدالة على المتنبي، حيث قال في ذلك:

“يا أعدل الناس إلا في محاكمتي

فيكَ الخصام وأنت الخصمُ والحكم

أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي

وأسمعَت كلماتِي من بهِ صممُ

أنامُ ملء جفوني عن شواردها

ويسهرُ الخلقُ جرَّاها ويختصمُ”

وبعد العتاب الشديد الذي وجهه إلى الأمير، قام المتنبي قائلا على مسمع من الجميع في أحد مجالس سيف الدولة أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وظل يمدح في نفسه بالعديد من الأبيات، ومنذ قول هذه الأبيات اشتهرت شهرة كبيرة جدا، بل أنها تعد من أشهر أبيات المتنبي في الفخر والاعتزاز بالنفس، حيث تحتوي هذه الأبيات على العديد من المصطلحات التي ترفع من شأن المتنبي أمام أصدقائه المتواجدين في مجلس سيف الدولة، حيث وضح من خلال الأبيات أهميته الكبيرة بين الناس، بل وصلت إلى أنه ينام في الليل مطمئن مرتاح البال، وباقي الأشخاص مشغولون به وبشعره العظيم.

تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه
تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه

كما أنه من أنجح الشعراء، حيث يقوم المتنبي بكتابة القصائد في وقت قصير جدا، وتخرج القصيدة بكلمات وأبيات متناسقة جدا، على عكس الشعراء الآخرين فمنهم من يسهر الليالي من أجل الحصول على تناسق للأبيات، وقد تخرج القصيدة أيضا بمصطلحات متضاربة.

“الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني

والسيف والرمحُ والقرطاس والقلمُ

شرُّ البلاد مكان لا صديقَ به

وشرُّ ما يكسبُ الإنسان ما يصمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ

فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً

أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ”

واستكمالا في الحديث عن تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه، حيث يوضح من خلال هذه الأبيات مدى الشهرة التي وصل إليها وأصبحت على مسمع من الجميع، وبطولته الخارقة التي يعرفها جميع الكائنات على وجه الأرض مثل الخيل والليل والصحراء وغيرها، ثم يعود للعتاب مرة أخرى على سيف الدولة ويتألم بشدة بسبب أنه سوف يفارق سيف الدولة، ثم يعود مرة أخرى ليفتخر بنفسه ويزيل من عليه أي لوم، ثم أنهى القصيدة بعد ذلك ببعض عبارات الحكم التي تميزت بالجمال والروعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى