تاريخ العرب في بلاد الشام
تاريخ العرب في بلاد الشام ، يعود نشأة العرب إلى الشعوب السامية، ويقصد بالشعوب السامية أي أبناء سام بن نوح عليه السلام، وتتمركز المواقع الرئيسية للعرب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى سواحل شرق إفريقيا، كما يوجد عدد قليل جدا من العرب في إيران وتركيا والهند وباكستان وغيرها من الدول التي احتلتها العرب من قبل، وخلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف بالتفصيل في عالم المعرفة تاريخ العرب في بلاد الشام
ما هو تاريخ العرب في بلاد الشام؟
ظهر العرب في بلاد الشام من قديم الزمن، وقبل الفتح العربي الإسلامي بفترة كبيرة جدا ويعرف بأن ظهورهم في بلاد الشام كان قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية بالعديد من القرون، حيث تم العثور على إحدى الوثائق القديمة، وكانت هذه الوثيقة آشورية تنتمي إلى العصر الذي كان تحت حكم الملك شلمنصر الثالث خلال عام 853 قبل الميلاد، وأشارت هذه الوثيقة إلى وجود معركة كانت قائمة بين الملك شلمنصر الثالث والعرب وكانت تدعى هذه المعركة باسم قرقر، وتمكن شلمنصر خلال هذه المعركة بالانتصار على العرب بقيادة جندب.
كما أشارت الوثيقة أيضا إلى دليل أن العرب كانوا متواجدين بالفعل في بلاد الشام من القرن التاسع قبل الميلاد، وأكد العلماء والباحثون أن هذه الوثيقة تعتبر من أقدم الوثائق التي تتحدث عن العرب والتي ذكر فيها مصطلح العرب عموما، والجدير بالذكر أنه قديما كان يطلق اسم العرب على كافة القبائل المنتشرة في صحراء بلاد الشام، وخلال هذه الفترة أطلق على الصحراء الممتدة جنوب البحر الميت اسم وادي عربة، وكانت من أهم فوائد هذا الوادي هو تسيير القوافل في الصحاري، بالإضافة إلى استخدامها كمكان لتربية المواشي، وأثبتت الأبحاث أنه يوجد بعض الآثار المكتشفة في منطقة حوران جنوب سوريا والتي تثبت أن القبائل العربية كانت تذهب إلى هذه المنطقة من أجل أن ترعى قطعانها، وكانت تترك آثار تواجدها في هذا المكان، وذلك كان في القرن الأول الميلادي.

ولكن قبل الدخول في الأعوام الميلادية، كان العرب متفرغين تماما، فكانوا العرب خلال هذه الفترة معتمدين على تربية الجمال ونهب القوافل، ولكن بعد ذلك تمكن العرب من الانشغال بالتجارة، وساعدتهم التجارة على عمل علاقات قوية بينهم وبين أهل المدن المتواجدين في سوريا، الأمر الذي قوى من العلاقات بينهم وطورها بشكل سريع جدا، ولكن بعد انتهاء فترة الأنباط عام 106 م، استغل الروم هذه الفرصة وقاموا بتأسيس الولايات العربية وعاصمتها تدعى بصرى، وفي عام 272 م تدمرت تدمر نهائيا وظهر بعد ذلك العديد من الحركات القبلية التي أثرت بشكل كبير على ولاية سوريا الرومانية، الأمر الذي ساعد عمرو بن عدي في تأسيس إمارة الحيرة ووالي الفرس.
ولكن عند ذكر خليفة عمرو وهو امرؤ القيس، فهو الذي تمكن من الاستحواذ على العديد من القبائل العربية المتواجدة في صحراء سوريا وأيضا القبائل المتواجدة في شبه الجزيرة العربية ، وهنا أطلق امرؤ على نفسه لقب ملك العرب، يعد هذا اللقب هو الذي تم اكتشافه على قبره المتواجد في جبل النمارة بمدينة السويداء وهي أحد المدن السورية، وأثناء الحديث عن تاريخ العرب في بلاد الشام يجب معرفة أهم القبائل العربية التي تمكنت من تأسيس إمارة خاصة بهم، وهي إحدى القبائل التي تدعى الغساسنة، والجدير بالذكر أن هؤلاء الغساسنة استطاعوا تأسيس إمارة خاصة بهم من جنوب سوريا حتى وصلوا إلى حدود دمشق.
كما اكتشف عدد آخر من القبائل العربية المتواجدين في أطراف الغوطة وحمص، ولكن عند مقارنة العرب في بلاد الشام بالسوريين، فتجد أن نسبة تواجد العرب قليلة جدا مقارنة بسكان سوريا الذين يحملون اللغة السريانية اللغة الأم، وكانت هذه النسبة القليلة من العرب كانوا قد احترفوا عدد من الحرف المختلفة فمنهم من كان يعمل بالزراعة ولهم جاذبية خاصة جدا بحضارات الشرق الأوسط.