الحضارة الإسلامية في الأندلس
تعرف معنا على أهم معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس، تلك الحضارة العظيمة والعريقة التي دخلت الأندلس واستوطنت فيها بعد الفتح الإسلامي الرائع لتلك البلاد الذي تم على يد طارق بن زياد الفارس الإسلامي الهمام الذي يتمتع بشجاعة وثبات مكنته من فتح الأندلس بالكامل، وعقب فتح الأندلس تمكنت تلك البلاد أن تشهد على عظمة الحضارة الإسلامية قرابة الثمانية قرون، تابع معنا كل ما يخص حضارة المسلمين في الأندلس.
جدول المحتويات
الأندلس تحت الحكم الأموي الإسلامي
كان أول حكم إسلامي يمر على بلاد الأندلس هو ذلك الحكم التابع إلى الأمويين إذ مر على الأندلس ولاة من هذا العصر أمثال عبد الرحمن الغافقي وغيره، كما أن في الحكم الأموي شهدت الأندلس أحداث عدة منها توحيد القبائل على كلمة الحق وعلت الأندلس وازدهرت وحققت أمجاد كثيرة ويتضح ذلك من الآثار التي تعود إلى ذلك العهد في الأندلس.
نقاط الضعف والقوة في حكم الأندلس
مرت الأندلس بالكثير والكثير في ظل الحكم الإسلامي إذ كانت في باديء الأمر تابعة للحكم الأموي ثم العباسي، كما أنها مرت بعهد عُرف بعهد الحجابة وهو كان في نفس سنوات حكم الأمويين إذ أن الحاجب أو كما يُعرف بقائد الشرطة في ذلك العهد تمكن من فرض نفوذه على البلاد ولغى دور الخليفة وجعله رمزي لا أكثر إذ وثق التاريخ ما قام به الحاجب محمد المنصور من أحداث جعلته يسيطر على الأندلس فترة من الزمن.
بعد انتهاء عهد الأمويين أصبح الحكم في الأندلس مضطربًا بعض الشيء إذ ظهرت الطوائف حيث قُسمت الأندلس للعديد من الطوائف والأمارات وكل طائفة لها ملك أو قائد معني بأمرها، مما جعل الأندلس تتشتت وتتفكك وحدتها التي ما لبثت أن عادت في عهد الموحدون الذين كان لهم أكبر الأثر في ازدهار الحضارة الإسلامية في الأندلس.
معالم الحضارة الأندلسية الإسلامية
أما إذا تحدثنا عن الحضارة الإسلامية بعيدًا عن الأحداث الخاصة بالحكم والشد والجذب داخل الأندلس على مر السنوات فسوف نجد أن تلك الحضارة تمتعت بقدر كبير من الازدهار والتقدم مما جعل الأندلس قديمًا وحديثًا قبلة للعملاء وكل باحث عن الثقافة وفنونها المختلفة، فقد كانت الأندلس في العهد الإسلامي منارة للعلم ومصدر له في نفس الوقت الذي كان الجهل فيه يعم دول أوروبا.
فإذا نظرنا إلى معالم الحضارة الأندلسية في ظل الإسلام نجد علوم ازدهرت فيها مثل علم الطبيعة وما يدور في الكون من ظواهر طبيعية وأحداث تحتاج إلى تفسير علمي، كذلك ظهر علم الفلك والاعتماد على الحساب وفكرة التجارب المتكررة للوصول إلى الحقائق بعد الفحص والدراسة والبحث، كذلك ظهرت الأرقام الهندية في الأندلس وبدأ التعامل بها والحساب باستخدامها.
نوابغ وعلماء مسلمين في الأندلس
ومن أشهر العلماء الذين نبغوا في عهد الإسلام بالأندلس أبو القاسم المجريطي وهو عالم كان بارعًا في الفلك وكذلك الرياضة وعلم الكيمياء وله إنجازات تدل على عبقريته ونبوغه حيث ساهم بشكل كبير في ترجمة خارطة النجوم كما قام بالمساهمة في تنفيذ الجداول الخاصة بنقل التاريخ من الطريقة الفارسية إلى الهجرية وغير ذلك الكثير من الإنجازات.
كذلك أنجبت الحضارة الإسلامية في الأندلس العبقري المعروف بابن الصفار وهو عالم رياضة وفلك له دور بارز في هذا العلم، كذلك العالم والمخترع المشهور عباس بن فرناس الذي حاول الطيران وكان أول من فكر بهذا الأمر وقد عاصر عباس العهد الأموي ووافته المنية في عهد محمد بن عبد الرحمن ومن إنجازاته اختراع ساعة مائية ونظارة طبية ذات هيئة بدائية بسيطة وقدم للعالم أول قلم يكتب معتمدًا على الحبر وغير ذلك مما يدل على عبقريته وذكائه الكبير وعلمه الواسع.
علم الطب في الأندلس
التقدم والازدهار لمس كل مجال وكل تخصص في الأندلس تاركًا أثر رائع لنا في العصر الحديث إذ أن الأندلس أيضًا اهتمت بعلوم الطب والأدوية وكان هناك اهتمام بالغ أيضًا بكل ما يخص الأعشاب الطبية وكيفية التداوي بها بل وكيفية استغلالها في الزراعة والحصول على محصول جيد، كما وجد اهتمام كبير بالطب النفسي ومحاولة فهم المشاكل النفسية التي يمر بها الإنسان والعوامل المؤدية لها ومن أشهر كتب الطب والأدوية الأندلسية كتاب المرشد في الكحل وغيره الكثير.